هل الكهنوت هو لكل المؤمنين، كقول الكتاب "جعلنا ملوكا وكهنة لله أبيه" (رؤ1: 6)

فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْلُكُونَ بِالتَّدْقِيقِ، لاَ كَجُهَلاَءَ بَلْ كَحُكَمَاءَ، مُفْتَدِينَ الْوَقْتَ لأَنَّ الأَيَّامَ شِرِّيرَةٌ." (أف 5: 15-16)
الذهاب إلى المحتوى

هل الكهنوت هو لكل المؤمنين، كقول الكتاب "جعلنا ملوكا وكهنة لله أبيه" (رؤ1: 6)

COPTiC APOLOGETiCS
تم النشر بواسطة أغنسطس/ مايكل متري في ماوراء الأسرار · الأربعاء 01 نوفمبر 2023 ·  7:45
Tags: ماوراءالأسرار
- هل الكهنوت هو لكل المؤمنين، كقول الكتاب "جعلنا ملوكا وكهنة لله أبيه" (رؤ1: 6)
وهل سر الكهنوت بدعه من إختراع الكنائس التقليدية؟

ان سر الكهنوت ليس بدعة او شيء اخترعته الكنائس التقليدية (الكنائس التي تتبع التسليم والتقليد الرسولي والتي تقر الأسرار السبعة)
فمتى كانت الكنيسة ليس فيها كهنوت واجتمعت كل الكنائس التقليدية وقررت ان تخترع شيء اسمه كهنة كنيسة العهد الجديد؟
هل يوجد دليل في يد من يعترض على الكهنوت انه في الحقبة الأولى لا يوجد كهنة واضيف هذا لاحقا؟
الحقيقة تاريخيا هو العكس فمن اول الكنيسة يوجد الكهنوت الى ان لغتها كنيسة غير تقليدية في القرن 15


فالتاريخ الكنسي يفيدنا انه فى بدء انتشار الدين المسيحي عين الرسل لكل مدينة او لكل ، كنيسة كبيرة اسقفا
وكان هو يعين من عنده للقرى والمزارع المجاورة له (قسوس) كهنة ، بواسطة التزكية
ووضع اليد والصلاة .

ولما تكاثر المؤمنون ، وكثر عدد الكهنة ، وما عاد فى امكان اسقف المدينة :
- ان يرعى ويدبر سائر الكهنة المرسومين منه
- او يفتقد الشعب بنفسه
- او يتاعاهد الكنائس المجاورة له .
دعت الضرورة ان يقيم اساقفة اخرين للقرى والمزارع ، وكان يناظر عليهم وهم ،
يسوسون امور الكهنة والشعب .
وقد دعا التاريخ هؤلاء الاساقفة ( خوربيسكوبى ، ) اى اساقفة المزارع .
فتألف من ذلك من كل جهة اساقفة كثيرون ، وكانوا لا يختلفون عن اسقفهم الاول سوى
بالعلاقات الادارية ، اما بالرتبة الاسقفية فكانوا مساويين له .
فكان هو رئيسا ومقدما عليهم واولهم ، وهم كانوا رؤساء على ما دونهم من القسوس .


لفظ كاهن استخدم لأول مرة مع ملكي صادق  "وكان كاهنا لله العلى" (تك14: 18). وهناك ترجمة أخرى تجدها في الكتاب المقدس بشواهد "إذ كان كاهنا لله العلى" . وجاءت الآية في الإنجليزية....
And he was the priest of the most high God
وراجع رسالة العبرانيين (عب 5، 7) لترى أن ملكي صادق كان رمزًا للسيد المسيح رئيس كهنتنا العظيم (عب4: 14). ولاحظ هنا في الترجمة الإنجليزية أن لفظ كاهن مُعرَّف بالـ=   the priest فنفهم أن هناك كهنوت واحد هو كهنوت المسيح، والذي يرمز له بكهنوت ملكي صادق، وهو كهنوت أبدى بشفاعة أبدية (1يو2: 1 + مز110: 4)، ليس بذبائح دموية وإنما كهنوت خبز وخمر. وكون أن أول مرة نسمع عن الكهنوت كانت عن ملكى صادق ففي هذا إشارة واضحة لأن هذا هو الكهنوت الحقيقى المقبول الذي يريده الله. أما الكهنوت الهاروني، كهنوت العهد القديم، كهنوت الذبائح الدموية فكان رمزًا لكهنوت المسيح الذي قَدَّم نفسه عنا ذبيحة دموية حقيقية على الصليب. لذلك كان الكهنوت الهاروني كهنوتًا مؤقتًا، فإذا أتى المرموز إليه بَطُلَ الرمز. وكانت ذبيحة الصليب هي المرموز إليه،  وهذه الذبيحة ممتدة من خلال سر الإفخارستيا والكهنوت المسيحي حتى نهاية الأيام أي حتى المجيء الثاني. ولأن الكهنوت اليهودي كان يرمز للمسيح لم يكن يُسمح لأحد حتى لو كان من نسل هرون أن يمارس الكهنوت إن كان به أية عيوب جسدية، فالمرموز له أي المسيح كان بلا خطية.


بولس يقول عن نفسه ككاهن" حَتَّى أَكُونَ خَادِمًا لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ لأَجْلِ الأُمَمِ، مُبَاشِرًا لإِنْجِيلِ اللهِ كَكَاهِنٍ، لِيَكُونَ قُرْبَانُ الأُمَمِ مَقْبُولًا مُقَدَّسًا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ) "رو 15: 16(
قال المعترضون أن بولس هنا يشبه نفسه بكاهن. فماذا يكون تفسيرهم لقوله "لم يمجدوه أو يشكروه كإله" (رو 1: 21) فهل الله مشبه بإله؟!
وماذا عن قول بطرس الرسول "كَذلِكُمْ أَيُّهَا الرِّجَالُ، كُونُوا سَاكِنِينَ بِحَسَبِ الْفِطْنَةِ مَعَ الإِنَاءِ النِّسَائِيِّ كَالأَضْعَفِ، مُعْطِينَ إِيَّاهُنَّ كَرَامَةً، كَالْوَارِثَاتِ أَيْضًا مَعَكُمْ نِعْمَةَ الْحَيَاةِ، لِكَيْ لاَ تُعَاقَ صَلَوَاتُكُمْ." (1 بط 3: 7) فهل النساء مشبهه فقط بالوارثات أم أنهن شريكات معنا في الميراث الأبدي، بلا تمييز بين رجل وامرأة؟ (المرأة مثل الرجل في ميراثها للملكوت).


وأيضا العهد الجديد يؤكد تغيير نظام الكهنوت وليس الغاؤه
"فَلَوْ كَانَ بِالْكَهَنُوتِ الّلاَوِيِّ كَمَالٌ - إِذِ الشَّعْبُ أَخَذَ النَّامُوسَ عَلَيْهِ - مَاذَا كَانَتِ الْحَاجَةُ بَعْدُ إِلَى أَنْ يَقُومَ كَاهِنٌ آخَرُ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادَقَ؟ وَلاَ يُقَالُ عَلَى رُتْبَةِ هَارُون. لأَنَّهُ إِنْ تَغَيَّرَ الْكَهَنُوتُ، فَبِالضَّرُورَةِ يَصِيرُ تَغَيُّرٌ لِلنَّامُوسِ أَيْضًا. لأَنَّ الَّذِي يُقَالُ عَنْهُ هذَا كَانَ شَرِيكًا فِي سِبْطٍ آخَرَ لَمْ يُلاَزِمْ أَحَدٌ مِنْهُ الْمَذْبَح فَإِنَّهُ وَاضِحٌ أَنَّ رَبَّنَا قَدْ طَلَعَ مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا، الَّذِي لَمْ يَتَكَلَّمْ عَنْهُ مُوسَى شَيْئًا مِنْ جِهَةِ الْكَهَنُوتِ." (عب 7: 1114 -)
وأيضا الرتب توضح فضم معها الشموسية الواضحة جدا في العهد الجديد والاسقفية وهي من الرتب الكهنوتية


وفي سفر ملاخي، قال الرب لليهود "ليست لي مسرة بكم -قال رب الجنود- ولا أقبل تقدمة من يدكم. لأنه من مشرق الشمس إلى مغربها اسمي عظيم بين الأمم. وفي كل مكان يقربون لاسمي بخورًا وتقدمة طاهرة. لأن اسمي عظيم بين الأمم" (ملا 1: 11).
فمن هؤلاء الذين سيقدمون للرب بخورًا وتقدمة من أهل الأمم، سوى كهنوت العهد الجديد..؟
وقال لليهود في سفر إشعياء النبي "ويحضرون كل إخوتكم كم كل الأمم تقدمه للرب.. واتخذ أيضًا منهم كهنة ولاويين قال الرب" (أش 66: 19-21). ولم نسمع إطلاقًا في العهد القديم أن الرب اتخذ له كهنة من بين الأمم "فيخبرون بمجدي بين الأمم". إنما كهنة الأمم هم كهنة العصر المسيحي بلا شك..
* إذن الادعاء بأن السيد المسيح هو الكاهن الوحيد للعهد الجديد، أن هذا اللقب لم يطلق على أحد من البشر، هو قول لا يسنده الوحي الإلهي، بل هو ضد تعليم الكتاب.


هل يمكن أن جيلًا من الأجيال يمكن أن يعيش بدون الروح القدس؟! محال.. وكيف إذن كان يمنح الروح القدس؟ كان ذلك عن طريق الآباء الرسل.
وليس أفراد الشعب، كما حدث بالنسبة إلى السامرة:
"ولما سمع الرسل.. أن السامرة قد قبلت كلمة الله، أرسلوا إليهم بطرس ويوحنا.. حينئذ وضعا الأيادي عليهم، قبلوا الروح القدس" (أع 8: 14-17).
ولم نسمع إطلاقًا أن عامة الشعب كانوا يمنحون الروح القدس. ونفس الوضع، نراه في منح الروح لأفسس (أع 19).

وأيضا مثل العهد القديم كهنوت خاص ممسوحين أيضا في العهد الجديد كهنوت خاص
"وَانْتَخَبَا لَهُمْ قُسُوسًا فِي كُلِّ كَنِيسَةٍ، ثُمَّ صَلَّيَا بِأَصْوَامٍ وَاسْتَوْدَعَاهُمْ لِلرَّبِّ الَّذِي كَانُوا قَدْ آمَنُوا بِهِ) " أع 14: 23).
"وَمِنْ مِيلِيتُسَ أَرْسَلَ إِلَى أَفَسُسَ وَاسْتَدْعَى قُسُوسَ الْكَنِيسَةِ) " أع 20: 17(

فالكاهن هو مختار من الله
"وَلاَ يَأْخُذُ أَحَدٌ هذِهِ الْوَظِيفَةَ بِنَفْسِهِ، بَلِ الْمَدْعُوُّ مِنَ اللهِ، كَمَا هَارُونُ أَيْضًا) "عب 5: 4(
وهنا عدد مهم جدا في عبرانيين فهو يتكلم عن الكهنوت يربط بين الكهنوت في العهد الجديد أنهم يشبه كهنوت العهد القديم


سلطان المغفرة الذي منحه السيد المسيح للآباء الرسل (يو 20: 23) هل كان خاصا بعصر واحد يتمتع به.. يتمتع بالإرشاد الروحي، وإراحة النفوس عن طريق الاعتراف. وأما باقي العصور، فلا..!
إن المسيحية هي المسيحية، ديانة لكل الشعوب، ولكل العصور..
والذي أعطى الآباء الرسل، إنما أعطى لقيادة الخدمة في أشخاصهم، لكي يتمتع به كل الناس..
كان لابد لتنظيم الكنيسة من سلطان الحل والربط، ليس فقط من أجل المغفرة والعقوبة، إنما من أجل سلطة التقنين والتشريع، بما لا يتعارض مع كتاب الله. وقام الرسل بواجبهم.
وفى كل جيل، تظهر أمور جديدة تحتاج إلى معرفة رأى الذين فيها، وتحتاج إلى كلمة من الكهنوت الذي له سلطان الحل والربط (مت 18: 18)، والذي "من فمه يطلبون الشريعة، لأنه رسول رب الجنود" (ملا 2: 7).
فهل تبقى الكنيسة بلا قيادة بعد عهد الرسل؟! وهل يبطل سلطان الحل والربط؟ وهل يبطل التقنين والتشريع؟ وهل نترك الشعب حيارى لا يعرفون أين هو الخير، وأين هو الشر..؟ حاشا أن يحدث هذا في كنيسة الله، التي كل شيء فيها يسير بلياقة وحسب ترتيب (1كو 14: 40).

إن كان الرسول قد قال لأهل كورنثوس: "أما الأمور الباقية، فعندما أجيء أرتبها" (1كو 11: 34)، فإنه قال لتلميذه تيطس أسقف كريت: "تركتك في كريت لكي تكمل ترتيب الأمور الناقصة، وتقيم في كل مدينة قسوسًا كما أوصيتك" (تي 1: 5).
يتضح من هنا أن سلطان الترتيب الذي كان للرسول، قد اشترك فيه تلميذه أيضًا. وهنا جيل يسلم جيلًا.

وقد اشتهر قديما من هذه المراكز الرسولية :
- كرسى اورشليم
- كرسى انطاكية
- كرسى كورنثوس
- كرسى الاسكندرية
- كرسى افسس
- كرسى رومية


الكهنة هم وكلاء السرائر الإلهية (1كو4: 1) وهم نواب الله على الأرض. وهكذا قال بولس الرسول ليكن الأسقف بلا لوم كوكيل لله (تي7:1). وفي سفر الرؤيا نرى الأربعة والعشرون قسيسًا لهم عروش وأكاليل بينما الملائكة وقوفًا حول العرش الإلهي. وبدون كاهن شرعي لا يمكن أن يتم أي سر من الأسرار المقدسة. والكهنة هم وسطاء بين الله والناس في النعمة التي ينقلونها للناس من الله، والله أمر بهذه الوساطة فهو الذي وضع هذا النظام وهذا التشريع، وراجع قصة شاول الطرسوسي مع حنانيا. إذًا نظام الكهنوت كان ليس فقط للعهد القديم بل للعهد الجديد. فالله أحال شاول إلى حنانيا. وفي قصة كرنيليوس أحاله الله على بطرس.


وأخيرا نقول أن هناك كهنوت عمومي (لكل الشعب) يقدمون فيه ذبائح من نوع آخر مثل:- ذبيحة التسبيح (عب13: 15) / ذبيحة الحمد (مز116: 17) / ذبيحة فعل الخير والتوزيع (عب13: 16) / رفع اليدين في الصلاة (مز141: 2) / القلب المنكسر والمنسحق (مز15:17) / تقديم أجسادنا ذبائح حية (رو12: 1). أما الكهنوت الخاص فهو لتقديم ذبيحة الإفخارستيا وباقي الأسرار وهنا الكاهن يقوم بخدمة الأسرار كناحية تنظيمية فلا يليق أن يقوم كل إنسان بهذا العمل في أي وقت أو أي مكان.


المراجع:

- الأسرار السبعة (الأسرار الكنسيَّة السبعة) - القمص أنطونيوس فكري
- كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
- نظم الياقوت فى سر الكهنوت – الأنبا ايسوذورس
- موقع الدكتور غالي للدفاعيات (الكهنوت)




Copy Rights © 2022 INT. apologetics.metri.co.uk. All Right Reserved
العودة إلى المحتوى