هل العلاقات الجسدية بين شريكين غير متزوجين ليست زنا؟

فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْلُكُونَ بِالتَّدْقِيقِ، لاَ كَجُهَلاَءَ بَلْ كَحُكَمَاءَ، مُفْتَدِينَ الْوَقْتَ لأَنَّ الأَيَّامَ شِرِّيرَةٌ." (أف 5: 15-16)
الذهاب إلى المحتوى

هل العلاقات الجسدية بين شريكين غير متزوجين ليست زنا؟

COPTiC APOLOGETiCS
تم النشر بواسطة أغنسطس/ مايكل متري في العقيده المسيحيه · الأحد 31 يوليو 2022 ·  13:15
سألنا أحد المتابعين:- هل العلاقات الجسدية بين شريكين غير متزوجين ليست زنا؟
حيث لا تعارض بعض الحضارات والثقافات اي نشاط جنسي يتم بالتراضي بين الراشدين العزَّاب.‏‏
 

الإجابة:-


أكتب من جهة مفهوم ضعفي للرد علي تلك السؤال إن ممارسة الجنس قبل الزواج أو خارج دائرته هي زنى وهي بهذا شر عظيم يقع تحت العقاب الإلهي.
 
كما إن ممارسة الجنس قبل الزواج هو تدنيس للوحدة التي قصدها الله بالزواج.
لقد رتب الله أن يكون الزواج هو وسيلة وحدة الزوجين مدى الحياة, والعلاقة الجنسية هي ختم هذه الوحدة "من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسداً واحداً. إذا ليس بعد اثنين بل جسد واحد" (مت 19: 5 ، 6).

 
والالتصاق المذكور في هذا النص هو "العلاقة الجنسية" وقد أوضح الرسول بولس هذا المعنى بكلماته "أم لستم تعلمون أن من التصق بزانية هو جسد واحد لأنه يقول يكون الاثنان جسداً واحداً" (1كو 6: 16).
 
"وَأَمَّا الزِّنَا وَكُلُّ نَجَاسَةٍ أَوْ طَمَعٍ فَلاَ يُسَمَّ بَيْنَكُمْ كَمَا يَلِيقُ بِقِدِّيسِينَ،وَلاَ الْقَبَاحَةُ، وَلاَ كَلاَمُ السَّفَاهَةِ، وَالْهَزْلُ الَّتِي لاَ تَلِيقُ، بَلْ بِالْحَرِيِّ الشُّكْرُ. فَإِنَّكُمْ تَعْلَمُونَ هذَا أَنَّ كُلَّ زَانٍ أَوْ نَجِسٍ أَوْ طَمَّاعٍ­ -الَّذِي هُوَ عَابِدٌ لِلأَوْثَانِ­- لَيْسَ لَهُ مِيرَاثٌ فِي مَلَكُوتِ الْمَسِيحِ وَاللهِ. لاَ يَغُرَّكُمْ أَحَدٌ بِكَلاَمٍ بَاطِل، لأَنَّهُ بِسَبَبِ هذِهِ الأُمُورِ يَأْتِي غَضَبُ اللهِ عَلَى أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ. فَلاَ تَكُونُوا شُرَكَاءَهُمْ." (أف 5: 3-7)

قال الكاتب المعروف "لويس سميدس" في كتابه "المسيحيون والجنس" "إن ممارسة الجنس قبل الزواج شر, لأنه ينتهك قدسية الزواج وقصده الحقيقي, فعندما يمارس اثنان غير متزوجين العلاقة الجنسية فهما يشتركان في عمل يوحد بينهما. بغير وجود لعنصر القرار العلني بالوحدة الدائمة بينهما, إن وحدة الجسدين في التعريف الكتابي تعني الزواج .. والزواج الصحيح لا بد من إعلانه على الملأ أمام الله والناس".

إن العلاقة الجنسية بين زوجين هي عمل جسدي لكنه يشير إلى معنى روحي يظهر في كلمات بولس للزوجين في (أف 5: 22 - 33) .. وستجد بركة عظمى إذا قرأت الآن هذه الكلمات في موضعها.

الزنى (الزنا) خطيئة تلوث حياة الإنسان ونفسه وتنجسه وتستحق عقاب الله الصارم حسب إعلاناته. وهي:
 
(1) المعنى الموسوي - كل اتصال جنسي غير شرعي. كأن يضاجع رجل امرأة غيره، أو فتاة مخطوبة لرجل آخر، أو فتاة حرة غير مخطوبة، إلخ.. وكان عقاب هذه الخطيئة الرجم والموت (لا 20: 10؛ تث 22: 22-29). وهناك تفاصيل عديدة بخصوص هذه الخطيئة وطريقة إظهارها ومعاقبتها في أسفار موسى (عد 5: 11-31).
 
 
(2) المعنى المسيحي - كل نجاسة في الفكر والكلام والأعمال. وكل ما يشتم منه شيء من ذلك ولعل هذا المعنى مأخوذ من الوصية السابعة بتفسير المسيح في موعظته على الجبل (خر 20: 14؛ تث 5: 18؛ مت 5: 27، 28).
 
 
(3) المعنى المجازي - الانحراف عن العبادة للإله الحقيقي إلى الآلهة الوثنية. أو كل عدم أمانة بالنسبة للعهد مع الله (ار 3: 8، 9؛ حز 23: 37، 43؛ هو 2: 2-13). وقد وردت هذه اللفظة في الكتاب المقدس كثيرًا للدلالة على خيانة شعب الله ونكثهم للعهود المقدسة وكأن الله يطلب كل قلوبنا المحبة باعتباره زوجًا ينتظر من عروسه كل قلبها.

وبينما يعالج القانون الجنائي علاقات الزنا الثابتة فحسب، فإن القانون الأدبي يرفض رفضًا باتًا كل حالات النجاسة في الرجل والمرأة. وبينما تعني "زنا ويزني" - في الأسفار المقدسة -أي خيانة لعهد الزواج، فإن كتابات المعلمين اليهود تميز-من الجانب القانوني- بين الزنا والدعارة، حيث تدين الدعارة بشدة بعبارات أكيدة. وتشمل الوصية السابعة "لا تزن" كل حالات الدعارة. ويعتبر القلب والعين وسيليتن للخطية (التلمود الفلسطيني).


كما يعتبر فكر الخطية علي نفس القدر من الشر كفعل الخطية. ويقول أيوب: "عهدًا قطعت لعيني فكيف أتطلع في عذراء؟" (أي 31: 1). ويقول الرب يسوع: "لاتظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء، ما جئت لأنقض بل لأكمل" (مت 5: 17)، وهو بذلك يتفق مع التعليم الأدبي والديني عند اليهود، موضحًا القصد من الوصية السابعة من الناموس، بقوله: "قد سمعتم أنه قيل للقدماء. لا تزن. وأما انا فأقول لكم إن كل من ينظر إلي امرأة ليشتهيها فقد زني بها في قلبه" (مت 5: 27، 28). فإذا كان السيد المسيح نوه علي أن النظرة الشهوانية هي زنا، فمابالك بالعلاقة الجسدية الكاملة خارج إطار الزيجة؟ ويقول الوحي المقدس أيضًا: «اُهْرُبُوا مِنَ الزِّنَى. كُلُّ خَطِيَّةٍ يَفْعَلُهَا الإِنْسَانُ هِيَ خَارِجَةٌ عَنِ الْجَسَدِ، لكِنَّ الَّذِي يَزْنِي يُخْطِئُ إِلَى جَسَدِهِ» (1 كو 6: 18)

كتب بولس الرسول للمؤمنين في كورنثوس قائلاً "وَلكِنْ لِسَبَبِ الزِّنَا، لِيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدٍ امْرَأَتُهُ، وَلْيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ رَجُلُهَا." (1 كو 7: 2).وتعني هذه الكلمات أن أي علاقة جنسية خارج دائرة الزواج العلني الشرعي هي زنى وفي العهد القديم كانت 'عذرية' الفتاة هي دليل طهارة حياتها. وكان فقدانها بالزنى قبل الزواج تعاقب بالرجم.
"«إِذَا اتَّخَذَ رَجُلٌ امْرَأَةً وَحِينَ دَخَلَ عَلَيْهَا أَبْغَضَهَا، وَنَسَبَ إِلَيْهَا أَسْبَابَ كَلاَمٍ، وَأَشَاعَ عَنْهَا اسْمًا رَدِيًّا، وَقَالَ: هذِهِ الْمَرْأَةُ اتَّخَذْتُهَا وَلَمَّا دَنَوْتُ مِنْهَا لَمْ أَجِدْ لَهَا عُذْرَةً. يَأْخُذُ الْفَتَاةَ أَبُوهَا وَأُمُّهَا وَيُخْرِجَانِ عَلاَمَةَ عُذْرَتِهَا إِلَى شُيُوخِ الْمَدِينَةِ إِلَى الْبَابِ، وَيَقُولُ أَبُو الْفَتَاةِ لِلشُّيُوخِ: أَعْطَيْتُ هذَا الرَّجُلَ ابْنَتِي زَوْجَةً فَأَبْغَضَهَا. وَهَا هُوَ قَدْ جَعَلَ أَسْبَابَ كَلاَمٍ قَائِلًا: لَمْ أَجِدْ لِبِنْتِكَ عُذْرَةً. وَهذِهِ عَلاَمَةُ عُذْرَةِ ابْنَتِي. وَيَبْسُطَانِ الثَّوْبَ أَمَامَ شُيُوخِ الْمَدِينَةِ. فَيَأْخُذُ شُيُوخُ تِلْكَ الْمَدِينَةِ الرَّجُلَ وَيُؤَدِّبُونَهُ وَيُغْرِمُونَهُ بِمِئَةٍ مِنَ الْفِضَّةِ، وَيُعْطُونَهَا لأَبِي الْفَتَاةِ، لأَنَّهُ أَشَاعَ اسْمًا رَدِيًّا عَنْ عَذْرَاءَ مِنْ إِسْرَائِيلَ. فَتَكُونُ لَهُ زَوْجَةً. لاَ يَقْدِرُ أَنْ يُطَلِّقَهَا كُلَّ أَيَّامِهِ.
 
«وَلكِنْ إِنْ كَانَ هذَا الأَمْرُ صَحِيحًا، لَمْ تُوجَدْ عُذْرَةٌ لِلْفَتَاةِ. يُخْرِجُونَ الْفَتَاةَ إِلَى بَابِ بَيْتِ أَبِيهَا، وَيَرْجُمُهَا رِجَالُ مَدِينَتِهَا بِالْحِجَارَةِ حَتَّى تَمُوتَ، لأَنَّهَا عَمِلَتْ قَبَاحَةً فِي إِسْرَائِيلَ بِزِنَاهَا فِي بَيْتِ أَبِيهَا. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكَ." (تث 22: 13 - 21).
 
كذلك كانت أي علاقة جنسية بين رجل وامرأة متزوجة تعاقب بقتل الاثنين. "إذا وجد رجل مضجعاً مع امرأة زوج بعل يقتل الاثنان الرجل المضطجع والمرأة والمرأة. فتنزع الشر من إسرائيل" (تث 22: 22).

لقد اعتبر يوسف – وهو قد عاش قبل الناموس – أن العلاقة الجنسية خارج دائرة الزواج هي شر عظيم, وخطية ضد الله ولما طلبت منه امرأة سيده فوطيفار أن يضطجع معها, صرخ بوجهها قائلاً "كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله" (تك 29: 9)

" أَنَّ هكَذَا هِيَ مَشِيئَةُ اللهِ: أَنْ تَفْعَلُوا الْخَيْرَ فَتُسَكِّتُوا جَهَالَةَ النَّاسِ الأَغْبِيَاءِ. كأحرار وليس كالذين الحرية عندهم سترة للشر بل كعبيد الله" (1 بط 2: 15-16).

"إذا لا تملكن الخطية في جسدكم المائت لكي تطيعوها في شهواته. ولا تقدموا أعضاءكم آلات إثم للخطية بل قدموا ذواتكم لله كأحياء من الأموات وأعضاءكم آلات بر لله" (رو 6: 12، 13).

"إنكم إن ثبتم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي. وتعرفون الحق والحق يحرركم .. فإن حرركم الابن فبالحقيقة تكونوا أحرار" (يو 8: 31, 36).

إن غير المولودين من الله لا يعرفون شيئاً عن هذه الحرية, إنهم يظنون أنهم أحرار, ولكنهم عبيد للخطية "واعدين إياهم بالحرية هم أنفسهم عبيد الفساد. لأن ما انغلب منه أحد فهو له مستعبد أيضاً" (2 بط 2: 19).

في كل مرة يذكر فيها الكتاب المقدس ممارسة الجنس خارج دائرة الزواج, يتحدث عن هذه الممارسة معتبراً إياها إذلالاً للفتاة, وقباحة لا بد أن تدان.
لقد قيل عن شكيم ودينة, أن شكيم أخذ دينة واضطجع معها, و أذلها وأنه بهذا نجس دينة وأنه صنع قباحة في إسرائيل (تك 34: 2، 5، 7)
 
لقد أبغض أبشالوم بن داود أخاه أمنون بسبب ممارسته الجنس مع أخته ثامار ورفضه الزواج بها كما أمر الناموس, ورتب فرصة قتله فيها. (2صم 13: 22 - 32)

وفي دائرة الحياة الجنسية نحن في حاجة إلى قوانين الله، ليقودنا في هذه الدائرة من الحياة.
 
والله يدين بصورة لا غموض فيها أية ممارسة للجنس قبل الزواج, إنه يدين الملاطفة غير المشروعة, ولمس أجزاء الجسد ذات الكرامة, والمداعبات المثيرة, وأية صورة من صور الجنس خارج دائرة الزواج.

إن ترتيب الله للإنسان البشري، هو "الطهارة" قبل الزواج والأمانة بعد الزواج.

"لأَنَّكُمْ تَعْلَمُونَ أَيَّةَ وَصَايَا أَعْطَيْنَاكُمْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ. لأَنَّ هذِهِ هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: قَدَاسَتُكُمْ. أَنْ تَمْتَنِعُوا عَنِ الزِّنَا، أَنْ يَعْرِفَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ أَنْ يَقْتَنِيَ إِنَاءَهُ بِقَدَاسَةٍ وَكَرَامَةٍ، لاَ فِي هَوَى شَهْوَةٍ كَالأُمَمِ الَّذِينَ لاَ يَعْرِفُونَ اللهَ. أَنْ لاَ يَتَطَاوَلَ أَحَدٌ وَيَطْمَعَ عَلَى أَخِيهِ فِي هذَا الأَمْرِ، لأَنَّ الرَّبَّ مُنْتَقِمٌ لِهذِهِ كُلِّهَا كَمَا قُلْنَا لَكُمْ قَبْلًا وَشَهِدْنَا. لأَنَّ اللهَ لَمْ يَدْعُنَا لِلنَّجَاسَةِ بَلْ فِي الْقَدَاسَةِ." (1 تس 4: 2-7)

يرى الرسول بولس في الزنا تعدي على الإخوة، وألا يتجاوز أحد فيطمع في زوجات الآخرين أو أي امرأة غير متزوجة، ذلك الأمر الذي هو مخالفة جسيمة لوصية السيد المسيح، مَنْ يتطلع إلى آخر بنظرة شهوانية يطمع في جسده لحساب شهواته الخاصة ومن يشتهي امرأة فهو بهذا يطمع في امرأة أخيه سواء كان أخيه هذا زوجها أو والدها أو أخوها. والإنسان لا يحزن لو سُلِبَ ماله بقدر ما يحزن لو اغتصبت زوجته أو ابنته أو أخته. والله سينتقم من هذا المغتصب.

ويقدم لنا القديس يوحنا الذهبي الفم تفسيرًا آخر لكلمات الرسول: "أن لا يتطاول أحد ويطمع في هذا الأمر" بقوله: [لقد رسم الله للإنسان زوجة، واضعًا قيودًا طبيعية، فلا يتصل أحد إلاَّ بواحدة فقط. فمن يتصل بأخرى يكون قد تطاول وأخذ أكثر مما له، إنه بهذا يتصرف بلصوصية، بل وأقصى من اللصوصية، لأننا لا نحزن أن سلب مالنا مثلما إذا انتهك زواجنا. أندعوه أخًا ونخطئ إليه في أمور دنسة (باغتصاب زوجته)!(28)]

وترتيب الله لا يعني "كبت" الدافع الجنسي، بل يعني الاحتفاظ به للوقت المعين، وللشخص المعين، إنه يعني ضبط الجنس لا سيادة الجنس.
 
فالحب في جوهره بذل وعطاء وتكريم، أما الشهوة فأخذ واغتصاب وامتهان للغير. الحب انفتاح القلب للعطاء بلا تمييز للجنس أو الشكل، به يحترم الإنسان الطرف الآخر في إنسانيته، ويقدر فكره ومواعيده وحياته. فالمرأة المحبوبة لدى رجلها هي التي تجد في قلبه كما في نظراته حبًا خالصًا لا لإشباع شهوات جسده، وإنما خلال العطاء والبذل والتقدير يهتم بشخصها وفكرها ومواهبها. إنه يتعامل معها خلال إنسانيتها ككل، وليس خلال الجسد منعزلًا، وبهذا تكون العلاقة الجسدية ثمرة محبة صادقة سامية.

لقد أمر الله بأن يكون الجنس في دائرة الزواج فقط. "ليكن الزواج مكرماً عند كل واحد والمضجع غير نجس. أما العاهرون والزناة فسيدينهم الله" (عب13: 4)
 
وفي هذا النص الإلهي نجد:
 
(1) أن الزواج مكرم – بمعنى أن الله رتبه وقدسه.
(2) أن المضجع الزوجي يجب أن يحتفظ به نقياً وغير نجس, وذلك بممارسة الجنس في الحياة الزوجية بغير شذوذ أو انحراف عن قصد الله.
(3) العاهرون والزناة – أي الذين يمارسون الشذوذ الجنسي, أو الجنس خارج دائرة الزواج سيدينهم الله.
 
المسيحية تعلم بوضوح لا غموض فيها, بأن الزواج هو ارتباط رجل واحد بامرأة واحدة, وأن ما جمعه الله لا يفرقه إنسان. "إِذًا لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. فَالَّذِي جَمَعَهُ اللهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ»." (مت 19: 6)
 
وبالتالي أي علاقة خارج إطار الزواج هي ليست من يد الله وليست برباط مقدس كما في سر الزيجة الذي نجد فيه أن الزواج اسمي من مجرد علاقة جسديه او شهوه كالأمم، بل هو اتحاد بين شخصين في جسد واحدٍ رأسه المسيح ويربط هذا الزواج نعمه الروح القدس.

"أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ أَجْسَادَكُمْ هِيَ أَعْضَاءُ الْمَسِيحِ؟ أَفَآخُذُ أَعْضَاءَ الْمَسِيحِ وَأَجْعَلُهَا أَعْضَاءَ زَانِيَةٍ؟ حَاشَا!" (1 كو 6: 15).

فلنشترك نحن في أعمال البر والقداسة، ولنشترك مع الملائكة والسمائيين في التسبيح. ولننفصل عن شركة البطالين الذين بمنظرهم الضاحك قد يخدعون البسطاء. "لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ قَبْلًا ظُلْمَةً، وَأَمَّا الآنَ فَنُورٌ فِي الرَّبِّ. اسْلُكُوا كَأَوْلاَدِ نُورٍ." (أف 5: 8) فلا يطبق الإنسان شهوات وانحرافات العالم داخل علاقته الزيجية، بل يشعر بوجود المسيح معه في هذه العلاقة فتكون تعبيرا عن الحب، ويراعى فيها مشاعر الآخر ويبعد عن أي شذوذ يمارسه أهل العالم.
 
رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8
4 لِكَيْ يَتِمَّ حُكْمُ النَّامُوسِ فِينَا، نَحْنُ السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ.
5 فَإِنَّ الَّذِينَ هُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ فَبِمَا لِلْجَسَدِ يَهْتَمُّونَ، وَلكِنَّ الَّذِينَ حَسَبَ الرُّوحِ فَبِمَا لِلرُّوحِ.
6 لأَنَّ اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ مَوْتٌ، وَلكِنَّ اهْتِمَامَ الرُّوحِ هُوَ حَيَاةٌ وَسَلاَمٌ.
7 لأَنَّ اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ عَدَاوَةٌ للهِ، إِذْ لَيْسَ هُوَ خَاضِعًا لِنَامُوسِ اللهِ، لأَنَّهُ أَيْضًا لاَ يَسْتَطِيعُ.
8 فَالَّذِينَ هُمْ فِي الْجَسَدِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يُرْضُوا اللهَ.
9 وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَسْتُمْ فِي الْجَسَدِ بَلْ فِي الرُّوحِ، إِنْ كَانَ رُوحُ اللهِ سَاكِنًا فِيكُمْ. وَلكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَيْسَ لَهُ رُوحُ الْمَسِيحِ، فَذلِكَ لَيْسَ لَهُ.
10 وَإِنْ كَانَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ، فَالْجَسَدُ مَيِّتٌ بِسَبَبِ الْخَطِيَّةِ، وَأَمَّا الرُّوحُ فَحَيَاةٌ بِسَبَبِ الْبِرِّ.

أنه يجب علينا أن نحارب معاركنا الروحية لابسين درع البر (أفسس 6: 14).
إننا في صراع بين طبيعتنا الجديدة في المسيح وبين رغباتنا الجسدية.
إن السماح لجسدك أن يتحكم في أفعالك (بدلاً من روحك) هو تحدي ضد الله.
إن العلاقة الجنسية التي تتصف بالمحبة والقداسة بين الزوج والزوجة هي علاقة عطاء وعدم أنانية.
أما إستخدام شخص لتلبية رغبة الجسد فهو أمر أناني ومؤذي، وحتى إن كان الطرف الآخر راضياً، فإنك بهذا تساعده على الخطية وتعمل على تغيير علاقة ذلك الشخص مع الله ومع الآخرين تغييراً سلبياً.

ويخبرنا الكتاب المقدس من خلال لقاء السيد المسيح له كل المجد بالسامريه، بدأ المسيح بسؤاله عن زوجها ليوقظ داخلها الشعور بالخطية [فالخطية هي ما يغلق العينين والقلب] "لأَنَّهُ كَانَ لَكِ خَمْسَةُ أَزْوَاجٍ، وَالَّذِي لَكِ الآنَ لَيْسَ هُوَ زَوْجَكِ.»." (يو 4: 18) فكانت أجابت المرأة بنصف الحقيقة أن ليس لها زوج شرعى، خافية بذلك خطيتها في معاشرتها لرجل بدون زواج. إلا أن المفاجأة التي أذهلها بها المسيح، في إعلانه عن معرفة كل ماضيها، بل والحاضر الذي تعيشه أيضا، هز وجدانها، فجاء ردها الذي يمثل شرارة إيمانها الأولى، ناطقة: "يا سيد"، بعد أن كانت ترفض التحدث معه أولًا لأنه يهودي، ثم شهدت أيضًا أنه "نبي"، بعد أن كانت تسخر وتقول: "ألعلك أعظم من أبينا يعقوب؟"
 
في الحديث في السابق نرى لمحة من شخص إلهنا الحبيب، وهي رقته العجيبة في اقتحام هذه النفس الخاطئة، فهو العالم بحالها وخطيئتها، مدحها مرتين، مرة قبل أن يعلن معرفته بخطيتها، ومرة أخرى بعد أن أعلن هذه المعرفة، فيبدأ كلامه بعبارة: "حسنا قلت"، وينهى كلامه بعبارة: "هذا قلت بالصدق". ومع هذه الرقة، لم يتهاون في إعلان الحق حتى تتوب هذه المرأة عن خطيتها... فالله لم يدنها وهو الديّان، بل كشف عن الخطأ من أجل توبتها وليس هلاكها.
 ولكن من خلال ذلك اللقاء نتأكد أن السيد المسيح له كل المجد اعلن عن رفضة المباشر عن تلك العلاقة بين الشريكين من دون رباط الزيجة.

وممارسة الجنس خارج الزواج ينتج عنها أن يتكون لدى الشخص إرتباطاً وثقة مع شخص لا تربطه به علاقة ملتزمة. وبالتالي ينهار معنى "الثقة" في ذهن الإنسان.
 
إن تكوين هذا الرابط مع شخص آخر دون وجود أمان الإتحاد معاً في مشيئة الله هو أمر خطير. فإن أي شخصين متعلقين ببعضهما البعض جسدياً – حتى ولو بدرجة معتدلة – مع عدم إلتزامهما بالنمو معاً في الرب يمكن أن ينفصلا عن الله ويبتعدا عن خطته لهما.

"فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْلُكُونَ بِالتَّدْقِيقِ، لاَ كَجُهَلاَءَ بَلْ كَحُكَمَاءَ، مُفْتَدِينَ الْوَقْتَ لأَنَّ الأَيَّامَ شِرِّيرَةٌ. مِنْ أَجْلِ ذلِكَ لاَ تَكُونُوا أَغْبِيَاءَ بَلْ فَاهِمِينَ مَا هِيَ مَشِيئَةُ الرَّبِّ." (أف 5: 15-17)


وأخيرا يستخدم الكتاب المقدس، بعهديه، "الزنا" مجازيًا للدلالة علي عبادة الأوثان والانحراف عن الحق (إرميا 3: 8، 9؛ حز 23: 27، 43؛ هو 2: 2- 13؛ مت 12: 39؛ يع 4: 4) وذلك علي أساس أن علاقة الله بشعبه تٌشَّبه بعلاقة الزوج بزوجته (إرميا 2: 2؛ 3: 14، 27؛ هوشع 8: 9؛ يو 3: 29؛ رؤ 19: 8، 9؛ 21: 2، 9). كما أن الزواج -الذي يتضمن عهدًا شرعيًا ورابطة محبة- يعتبر رمزًا جميلًا لعلاقة المسيح بكنيسته (أف 5: 25 - 27)
 





ولإلهنا المجد الدائم. آمين





المراجع:-
1-      الكتاب المقدس بعهدية
2-     تفسير (القمص / تادرس يعقوب ملطي)
3-     تفسير (القمص / أنطونيوس فكري)
4-     تفسير (الموسوعة الكنسية - كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة)
5-     موفع سانت تكلا هيمانيوت
6-     موفع www.GotQuestions.org


Copy Rights © 2022 INT. apologetics.metri.co.uk. All Right Reserved
العودة إلى المحتوى