الرد علي إدعاء أن كنيستنا القبطية وقعت في فخ اللغه
تم النشر بواسطة أغنسطس/ مايكل متري في العقيده المسيحيه · الثلاثاء 22 أكتوبر 2024 · 11:00
إستكمالا لتفنيد بدعه أن جسد الرب يسوع المسيح كان يحمل فساداً والتي هي ناتجة عن التعليم البيزنطي وتبناه متدعي الإستنارة أصحاب (بدعة النيوباتريستك).
نجد أنه عند رفض كنيسة الإسكندرية القبطية الأرثوذكسية لهذا التعليم؛ قام اصحاب ذلك الفكر ومعلميهم بإدعاء أن كنيستنا وقعت في فخ اللغه وأنه لا يجب أن نخاف من لفظ الفساد حينما نسمعه و أن جسد السيد المسيح حمل فساد الإنسان وأنه خلص جسده أولا قبل الصليب.
وللرد نقول: أصحاب ذلك التعليم كما وضحنا في السابق أنهم يعتمدون علي تعاليم مضلله لا تتوافق مع الكتاب المقدس ولا الليتورجيات ولا التقليد ولا تعليم الأباء.
فكما ذكرنا في تفنيد البدعه مسبقا أن الكتاب المقدس يعلن صراحة أن جسد رب المجد يسوع المسيح بغير عيب ولا دنس (1 بط 1: 19) وأن رئيس كهنتنا (السيد المسيح) في تجسده هو قدوس بلا شر ولا دنس (عب 7: 26) وفي صلوات التسبحة نعترف عن ناسوته "ناسوت طاهر.. بغير مباضعة.. مساوٍ لنا.. كالتدبير" (ثاؤطوكية الأحد)
ولكني أحزن من أعماق قلبي علي معلم قد تتلمذ تحت أقدام أسقف التعليم الذي لُقب بمعلم المسكونة وذهبي الفم الثاني؛ كما أحزن بشده علي إبن من أبناء كنيسة الإسكندرية والتي هي مشهود لها أنها منارة التعليم اللاهوتي فهي كنيسة مرجعية أبائية منذ حداثتها.
ولكن وأسفاه علي إبن من أبناء تلك الكنيسة يأتي ويقول أن الكنيسة سقطت في فخ اللغه؛ والذي يتضح من ذلك القول أنه هو الذي سقط في فخ اللغه والتعليم، حيث أن تعاليمة تتنافي مع الكتاب المقدس والليتورجيا. بل وأنه لا يعلم شيئا عن التاريخ.
دعنا هنا عزيزي القارئ نبدأ بتوضيح لماذا لم تسقط كنسة الإسكندرية في فخ اللغه.
كانت مدينة الإسكندرية وقت كرازة الرسل تعتبر -من الناحية السياسة- المدينة الثانية في الإمبراطورية الرومانية بعد العاصمة روما. لكنها من جهة شهرتها العلمية والثقافية، كانت دون منازع عاصمة العالم الثقافية في ذلك الحين... فمدرستها الشهيرة، كانت أكبر مركز علمي وفلسفي في العالم الوثني، بما توفر لها من مشاهير العلماء والفلاسفة وما زخرت به مكتبتها الشهيرة من الكتب والمخطوطات القيمة.
لكن تأسيس الكنيسة المصرية التي تعرف باسم كنيسة الإسكندرية، ينسب إلى القديس مارمرقس. والقديس مارمرقس أحد السبعين رسولًا – أسس هذه الكنيسة حوالي سنة 60 م. وتميزت بكثرة عدد من آمن، وبسمو روحانيتهم، وبحياة الزهد الفلسفية الفائقة الحد التي عاشها جمهور المؤمنين.
كما أسس مارمرقس في الإسكندرية مدرسة لاهوتية، لتثبيت المؤمنين في الدين الجديد، ولتقف أمام المدرسة الوثنية الشهيرة لتقاوم تيارها وأفكارها وترد عليها... وقد قدر لهذه المدرسة -فيما بعد- بما توفر لها من علماء أن تجذب بعض فلاسفة المدرسة الوثنية وتهديهم إلى الإيمان، بل أن تصبح أكبر مركز دراسي لاهوتي مسيحي في العالم كله شرقًا وغربًا لعدة قرون. وقدمت هذه المدرسة للكنيسة المسيحية في مصر وخارجها علماء وفلاسفة استطاعوا أن يخدموا، ويكتبوا عن إيمانهم بأقلامهم التي فندت ادعاءات الفلاسفة الوثنيين.
أما بخصوص اللغة فكانت اللغة المصرية -المعروفة بالقبطية- هي لغة البلاد الرسمية يتعلمها الكبير والصغير من الرجال والنساء، مع الاحتفاظ باللهجات المختلفة، وعندما تغلب اليونان على القطر المصري ولبثوا حاكمين البلاد (عهد البطالسة)، اهتموا كثيرًا بأن تكون اللغة الرسمية هي اللغة اليونانية وترجموا إليها الكتب العديدة ولاسيما التوراة، والمعروفة بالترجمة السبعينية، وبقيت اللغة القبطية هي لغة الشعب. ثم جاءت دولة الرومان، واستمرت اللغة اليونانية سائدة.
وعندما دخلت المسيحية إلى مصر على يد مارمرقس الرسول، استمر الكلام باللغة القبطية مع اللغة اليونانية القديمة، والتي حصلت البشارة بها. وإلى القرن السابع الميلادي كانت اللغة القبطية هي لغة الشعب والدولة والكنيسة، بحسب ما يقوله عالم المصريات د. بانوب حبشي، حيث قال: [وصلت اللغة القبطية إلى الذروة عندما أصبحت لغة الكنيسة والدولة والشعب معًا في أواخر العصر البيزنطي وأوائل العصر العربي].
أأسف للإطالة ولكني حاولت أن أعرض التأريخ السابق ليتسني لنا فهم مكانة كنيسة الإسكندرية ولغتها في العصور الأولي لنعرف ونتأكد أنه من المستحيل السقوط في فخ اللغة كما يتدعي أصحاب التعليم المبتدع.
من جهة أخري نجد كل من يعترض علي إيمان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية (كنيسة الإسكندرية) ينسب لها ما يشوب الكنائس الأخري.
فعلي سبيل المثال عندما إعترض لوثر علي كنيسة روما من جهة السلطان الكهنوتي وصكوك الغفران؛ أستغل اللوثريون هذا الإعتراض ضد كنيسة الإسكندرية في رحلاتهم التبشيرية حتي يستطيعوا أن يتوغلوا في فكر البسطاء بالرغم أن كنيسة الإسكندرية لم تنادي يوماً بصكوك غفران ولا بسلطان كهنوتي فيما عدا أن السلطان الكهنوتي هو تسليم رسولي لوكالة أسرار الكنيسة، أي ان الرتب الكهنوتية هي فقط التي تُعمِّد وتصنع سر الإفخارستيا وغيرها من الأسرار.
ولهذا نجد تاريخيا أن الذين وقعوا في فخ اللغة هم كنيسة روما وليس كنيسة الإسكندرية؛ حيث نجد في مجمع خلقدونية أن كنيسة روما إتهمت كنيسة الإسكندرية بالفكر الأوطاخي حول طبيعة السيد المسيح بالرغم من أن كنيسة الإسكندرية حرمت أوطاخي وتعليمة عن طبيعة السيد المسيح؛ حيث أن أوطاخي كان يُعلِّم أن للسيد المسيح طبيعة واحدة فقال إن الطبيعة البشرية ابتُلِعَت وتلاشت في الطبيعة الإلهية، وكأنها نقطة خل في المحيط. وهو بهذا قد أنكر ناسوت السيد المسيح. بل ويتضح أن عقيدته غير أرثوذكسية، إذ يعتقد بالامتزاج.
أي أن الطبيعتين قد امتزجتا معًا في طبيعة واحدة. ومن هنا جاءت تسميته مونوفيزيتس monofusithV (monofusithV) لأن عبارة "موني فيزيس" monh fusiV (monh fusiV) تعني "طبيعة وحيدة" وليس "طبيعة واحدة" أي "ميا فيزيس" mia fusiV (mia fusiV).
بينما تُعلِّم كنيسة الإسكندرية بما أقرة القديس كيرلس عمود الدين أن السيد المسيح طبيعة واحدة وتستخدم عبارة (طبيعة واحدة لله الكلمة المتجسد).
μία φύσις τοῦ θεοῦ λόγου σεσαρκωμένη
( mía fýsis toú theoú lógou sesarkoméni)
- من جهة أخري؛ هل فهمت كنيسة الإسكندرية آية اصنعوا هذا لِذِكْرِي (لو 22: 19) كما فهمها اللوثريون؟ أنها مجرد التذكر لأمر نتطلع إليه غائبًا عنا.
أم تعني: " استحضار حدث ما أمام الله كان قد وقع في الماضي، ولكن ما زال فعله أو أثره ممتدًا في الزمن الحاضر".
وهنا أود أن أُذكِّر هؤلاء المعلمين بأنهم أوقعوا ذواتهم في فخ اللغة؛ فتارة يقولون أن الفساد هو الخطية وتارة أخري يقولون أن الفساد هو الموت.
بينما يعلن الكتاب المقدس "فِي لَحْظَةٍ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ، عِنْدَ الْبُوقِ الأَخِيرِ. فَإِنَّهُ سَيُبَوَّقُ، فَيُقَامُ الأَمْوَاتُ عَدِيمِي فَسَادٍ، وَنَحْنُ نَتَغَيَّرُ. أَنَّ هذَا الْفَاسِدَ لاَ بُدَّ أَنْ يَلْبَسَ عَدَمَ فَسَادٍ، وَهذَا الْمَائِتَ يَلْبَسُ عَدَمَ مَوْتٍ. وَمَتَى لَبِسَ هذَا الْفَاسِدُ عَدَمَ فَسَادٍ، وَلَبِسَ هذَا الْمَائِتُ عَدَمَ مَوْتٍ، فَحِينَئِذٍ تَصِيرُ الْكَلِمَةُ الْمَكْتُوبَةُ: «ابْتُلِعَ الْمَوْتُ إِلَى غَلَبَةٍ»." (1 كو 15: 52-54).
وهذا نص صريح يجمع الكلمتين الموت والفساد وبالتالي فالموت ليس الفساد، فالموت هو عقوبة الخطية التي أدخلت الموت، أما الفساد فهو وراثتنا لطبيعة تميل نحو الشر ولهذا فنحن نخطئ كل يوم بسبب فساد الطبيعة؛ وهو أيضاً تحلل الجسد بعد الموت.
والحالتين لا ينطبقان علي السيد المسيح له كل مجد؛ فبشاره الملاك للقديسة العذراء نك الإعلان فيها أنه القدوس "فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ." (لو 1: 35)، كما أن الكتاب أعلن أيضاً أنه قام باكوره جنسنا عديم فساد "لأَنَّكَ لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي فِي الْهَاوِيَةِ وَلاَ تَدَعَ قُدُّوسَكَ يَرَى فَسَادًا." (أع 2: 27) "لأَنَّكَ لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي فِي الْهَاوِيَةِ. لَنْ تَدَعَ تَقِيَّكَ يَرَى فَسَادًا." (مز 16: 10).
وهذا ما أكدة أيضا القديس أثناسيوس الرسولي في كتابه تجسد الكلمة، فقال:
ولكن لما كان ضروريًا أيضًا وفاء الدين المستحق على الجميع، لأنه كان الجميع مستحقين الموت، الأمر الذي من أجله -كسبب جوهري حقيقي- أتى المسيح بيننا، لأجل هذه الغاية. وبعد تقديم البراهين الكثيرة عن لاهوته بواسطة أعماله - قدم ذبيحة نفسه أيضًا عن الجميع إذ سلم هيكله للموت عوضًا عن الجميع، أولًا لكي يحرر البشر من معصيتهم القديمة، وثانيًا لكي يظهر أنه أقوَى من الموت، بإظهاره أن جسده عديم الفساد كباكورة لقيامة الجميع. (تجسد الكلمة 20 : 2)
وما دام الجسد قد اشترك في ذات الطبيعة مع الجميع لأنه كان جسدًا بشريًا، وإن كان قد أخذ من عذراء فقط بمعجزة فريدة، فكان لا بُد أن يموت أيضًا كسائر البشر نظرائه، لأنه كان جسدًا قابلًا للموت. ولكنه بفضل اتحاده “بالكلمة”، لم يعد خاضعًا للفساد بمقتضى طبيعته، بل خرج عن دائرة الفساد بسبب الكلمة الذي أتى ليحل فيه. (تجسد الكلمة 20 : 4)
أما الإدعاء بأن الإنسان بحسب الطبيعة يحوي فساد لأنه مخلوق من العدم، فقد أجاب عليها القديس أثناسيوس الرسولي أيضا قائلاً:
فالله إذًا خلق الإنسان، وقصد أن يبقى في عدم فساد، أما البشر، فإذ احتقروا ورفضوا التأمل في الله، واخترعوا ودبروا الشر لأنفسهم، فقد استحقوا حُكْم الموت الذي سبق تهديدهم به. ومن ذلك الحين لم يبقوا بعد في الصورة التي خُلقوا عليها، بل فسدوا حسبما أرادوا لأنفسهم، وساد عليهم الموت كملكdeath had the mastery over them as king. لأن تعديهم الوصية أعادهم إلى حالتهم الطبيعية، حتى أنهم كما نَشَأوا من العدم، كذلك يجب أن لا يتوقعوا إلا الفساد الذي يؤدي إلى العدم مع توالي الزمن. (تجسد الكلمة 4 : 4)
وهو هنا يوضح أن الفساد أتي علي اإنسان بحسب إرادة الإنسان، ولأنه فقد صورة الله التي خلق عليها والتي منحته الخلود والحياة فبالتالي بدأ الفساد يعمل في الإنسان؛ وهذا ما شرحة القديس في الفقرة التالية:
لأنهم إن كانوا بحضور “الكلمة” وتعطفه قد دعوا إلى الوجود، من الحالة الطبيعية الأولى، وهي عدم الوجود، فإنهم بطبيعة الحال متى تَجَرَّدُوا من معرفة الله عادوا إلى العدم (لأن كل ما هو شر فهو عدم، وكل ما هو خير فهو كائِن وموجود)، ويجب أن تكون النتيجة بطبيعة الحال الحِرمان إلى الأبد من الوجود، طالما كانوا يستمدون وجودهم من الله الموجود. وبتعبير آخر يجب أن تكون النتيجة الانحلال، وبالتالي البقاء في حالة الموت والفساد. (تجسد الكلمة 4 : 5)
وأخيراً لنري سوياً ماذا أعلن الوحي الإلهي في الكتاب المقدس بخصوص الفساد؛ فهل حقاً خلق الله الإنسان حاملا لفساد طبيعي حيث أنه خُلق من العدم؟ لنري ماقاله الوحي المقدس بفم الرسول بولس:-
"لأَنَّ انْتِظَارَ الْخَلِيقَةِ يَتَوَقَّعُ اسْتِعْلاَنَ أَبْنَاءِ اللهِ. إِذْ أُخْضِعَتِ الْخَلِيقَةُ لِلْبُطْلِ - لَيْسَ طَوْعًا، بَلْ مِنْ أَجْلِ الَّذِي أَخْضَعَهَا - عَلَى الرَّجَاءِ. فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الْخَلِيقَةِ تَئِنُّ وَتَتَمَخَّضُ مَعًا إِلَى الآنَ. وَلَيْسَ هكَذَا فَقَطْ، بَلْ نَحْنُ الَّذِينَ لَنَا بَاكُورَةُ الرُّوحِ، نَحْنُ أَنْفُسُنَا أَيْضًا نَئِنُّ فِي أَنْفُسِنَا، مُتَوَقِّعِينَ التَّبَنِّيَ فِدَاءَ أَجْسَادِنَا." (رو 8: 1923-).
ومن تفسير القمص/ تادرس يعقوب ملطي علي النص يكتب:
ماذا يقصد بالخليقة التي تترقب في شوقٍ إعلان بنوتنا لله؟
يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن الرسول يقصد بالخليقة هنا العالم كله بما فيه من جمادات. فإن كان الله قد خلق العالم كله من أجل الإنسان ليحيا سيدًا فيه يحمل صورته الإلهية ومثاله، فإن فساد الإنسان انعكست آثاره حتى على الخليقة، فعندما سقط آدم جاء الحكم: "ملعونة الأرض بسببك، بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك، وشوكًا وحسكًا تنبت لك" (تك 3: 17-18). قاوم الإنسان إلهه، فأثمرت مقاومته مقاومة الخليقة له، لكنها حتى في هذه المقاومة كأنها تترجى عودته إلى حضن الله كابن له فتعود هي متهللة من أجل الإنسان الذي خلقت لأجله.
ما معنى أن الخليقة أخضعت للباطل [20]؟ لماذا صارت فاسدة؟ وما هو السبب؟ بسببك أنت أيها الإنسان، فإنك إذ حملت جسدًا ميتًا قابلا للآلام تقبلت الأرض لعنة وأنبتت شوكا وحسكًا.
لقد حاصرها الشر لأجلك وصار مفسدًا، مع أن (الخليقة) لم ترتكب خطأ من جانبها، ولأجلك أيضًا سيحدث عدم الفساد. هذا هو معنى "على الرجاء" [20].
عندما يقول أنها أخضعت "ليس طوعًا" لا ليظهر أن ما قد حدث لها وإنما لكي نتعلم عناية المسيح للكل، فإن إصلاح الخليقة لا يكون من ذاتها.]
إذن لنتوقع التبني كقول الرسول. كيف يكون هذا ونحن قد نلنا البنوة لله فعلًا؟ إننا نتوقع كمال مجد البنوة بقيامة الجسد من الأموات، كقول الرسول: "الذي سيغير شكل جسد تواضعنا، ليكون على صورة جسد مجده بحسب عمل استطاعته، أن يخضع لنفسه كل شيء" (في 3: 21)، "لأن هذا الفاسد لا بُد أن يلبس عدم فساد، وهذا المائت يلبس عدم موت" (1 كو 15: 53).
إذًا ما نلناه كباكورة الروح إنما يفتح باب الرجاء للإنسان ليجاهد بالصبر حتى يبلغ كمال الروح الذي يمجّد الإنسان بكليته نفسًا وجسدًا، على مستوى أبدي.
وسفر الحكمة أكد كل ماسبق: "إِذْ لَيْسَ الْمَوْتُ مِنْ صُنْعِ اللهِ، وَلاَ هَلاَكُ الأَحْيَاءِ يَسُرُّهُ. أَنَّهُ إِنَّمَا خَلَقَ الْجَمِيعَ لِلْبَقَاءِ؛ فَمَوَالِيدُ الْعَالَمِ إِنَّمَا كُوِّنَتْ مُعَافَاةً، وَلَيْسَ فِيهَا سُمٌّ مُهْلِكٌ، وَلاَ وِلاَيَةَ لِلْجَحِيمِ عَلَى الأَرْضِ، لأَنَّ الْبِرَّ خَالِدٌ. لكِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ اسْتَدْعَوُا الْمَوْتَ بِأَيْدِيهِمْ وَأَقْوَالِهِمْ. ظَنُّوهُ حَلِيفًا لَهُمْ فَاضْمَحَلُّوا، وَإِنَّمَا عَاهَدُوهُ لأَنَّهُمْ أَهْلٌ أَنْ يَكُونُوا مِنْ حِزْبِهِ. " (حك 1: 1316-).
مراجع البوست:-
- مذكرات في تاريخ الكنيسة المسيحية - القمص ميخائيل جريس ميخائيل
- كتاب لغتنا القبطية المصرية (اللغة القبطية) - أ. بولين تودري
- المجامع المسكونية والهرطقات - الأنبا بيشوي
- كتاب تجسد الكلمة - القديس أثناسيوس الرسولي - القمص مرقس داود