هل تكلم السيد المسيح له كل المجد وهو في المهد؟

فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْلُكُونَ بِالتَّدْقِيقِ، لاَ كَجُهَلاَءَ بَلْ كَحُكَمَاءَ، مُفْتَدِينَ الْوَقْتَ لأَنَّ الأَيَّامَ شِرِّيرَةٌ." (أف 5: 15-16)
الذهاب إلى المحتوى

هل تكلم السيد المسيح له كل المجد وهو في المهد؟

COPTiC APOLOGETiCS
تم النشر بواسطة أغنسطس/ مايكل متري في العقيده المسيحيه · الثلاثاء 04 يناير 2022 ·  5:00
الشبهة: فاجأني أحد أصدقائي المؤمنين بسؤال:- لماذا تعترض علي تكلم المسيح في المهد, أهل هو لا يستطيع أن يتكلم في المهد؟ في حين تؤمن أنه إله وإبن إله وأقام موتي وصنع آيات عظيمه.
+++++++
الإجابه:- في البدايه نؤكد أنه لم يتكلم السيد المسيح له كل المجد في المهد لأسباب عديده منها:-
- لم يحدثنا الكتاب المقدس عن تلك المعجزه سواء من قريب أو من بعيد , بالرغم إنها لو كانت حدثت فستكون أيه تؤكد مجد الله كسائر المعجزات التي عملها السيد المسيح بذاته كإقامه موتي وشفاء لأمراض وغيرها.......
ولكن الكتاب المقدس يؤكد أن معجزة عرس قانا الجليل هي أول آيات السيد المسيح له كل المجد "هذِهِ بِدَايَةُ الآيَاتِ فَعَلَهَا يَسُوعُ فِي قَانَا الْجَلِيلِ، وَأَظْهَرَ مَجْدَهُ، فَآمَنَ بِهِ تَلاَمِيذُهُ." (يو 2: 11)
- أيضا إذا تكلم السيد المسيح في المهد وأعلن أنه مرسل من الله فلماذا رفضه اليهود وطلبوا صلبه؟ أعتقد أن تكلمه في المهد من الطبيعي أن يكون أكبر دليل علي صدق إرساليته وبالتالي سيؤمن به اليهود عامه بل والخليقه كلها "لأَنْ لَوْ عَرَفُوا لَمَا صَلَبُوا رَبَّ الْمَجْدِ." (1 كو 2: 8) .
ولكن سيكون ذلك ضد عقيده الفداء والخلاص الذان صنعهما الله لنا بواسطه المسيح "فَسَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ. لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ»." (مت 1: 21)

أما بخصوص إقامه الحد علي العذراء مريم فببساطه حسب التقليد اليهودي لا يستطيع أحد أن يلقي بتهمه شنعاء كالزنا إلا بناء علي شهود, وبالتالي إذا كانت أمسكت في ذات الفعل فلابد أن يرجما معا (الرجل والمرأه).
أيضا حسب التقليد اليهودي العذراء التي تزني ولم تمسك في ذات الفعل فيجب إتهامها علي النحو التالي:
1- عذراء غير مخطوبه لابد أن يتهمها والدها أولا ثم ترجم علناً.
2- عذراء مخطوبه فلابد أن يتهمها خطيبها أولا فيتم التأكد من الإتهام أولا ومعرفه إذا كان غصبا عنها أم طواعيه ليحددوا نوع الشريعه الواجب التطبيق.
ولهذا فالعذراء مريم هي عذراء مخطوبه أي أنها تحت رعايه رجل وتسكن معه, لها كل حقوق وواجبات الزوجه بدون الغوض الي العلاقه الجسدية (راجع تفسير "لو 1 : 27" للقمص تادرس يعقوب ملطي , أيضا كتاب القدّيسة مريم في المفهوم الأرثوذكسي "فصل خطبة أم زواج للقمص تادرس يعقوب ملطي) وفي حاله وفاه الخطيب تكون لها حقوق الزوجه الكامله, ولهذا تلقب بعذراء مخطوبه.
وفي هذا الحاله يؤكد الكتاب المقدس أنه لا يناقض نفسه ولا تشريعاته حينما أعلن ليوسف النجار أن مريم غير زانيه لأن الذي حبل بها هو من الروح القدس "وَلكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هذِهِ الأُمُورِ، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلًا: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ، لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ. لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ." (مت 1: 20) وأكد لنا الكتاب أن يوسف كان بارا ولم يشأ أن يشهرها "فَيُوسُفُ رَجُلُهَا إِذْ كَانَ بَارًّا، وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يُشْهِرَهَا، أَرَادَ تَخْلِيَتَهَا سِرًّا." (مت 1: 19) ولهذا فاليهود كان لهم كل الظن أن الطفل يسوع هو إبن يوسف وذلك يعني أنهم إستعجلا العلاقه الحميمه قبل إشهار الزيجه وفي تلك الحاله لا تعتبر زانيه "... وَهُوَ عَلَى مَا كَانَ يُظَنُّ ابْنَ يُوسُفَ، بْنِ هَالِي،" (لو 3: 23) وهذا الشعور هو ما جعلها في مأمن من إقامه الحد عليها, لأنه بذلك يكون خطيبها قد حمل وزرها بمعني أنه أضهر للناس أنه المتسبب في ذلك الحمل.
أيضاً السفر المتكرر جعل الأمر يظهر لليهود بصورة غير مرتبة فهي حبلت في مكان وبعده سافرت لتزور نسيبتها اليصابات. ثم ولدت ابنها البكر يسوع، في مكان آخر هي غريبة عنه تماماً على الرغم من أنه مسقط رأسها … وبعد سنتين سافرت من جديد لمصر لتمكث سنتين أو ثلاث ورجعت لبلدها في شكل زوجة ليوسف … فلم تحدث مشكلة.
وعلي الرغم من كل تلك التأكيدات والأحداث, دعنا نفترض جدلا أنها لم تكن مقيمه مع يوسف النجار بالرغم من خطوبتهما, ونسأل نفس سؤالك وهو لماذا لم يقم اليهود حد الرجم عليها؟
نجد في تلك الزمان أن اليهوديه كانت مستعمره رومانيه, واليهود كانوا لا حول لهم ولا قوه لكي يقوموا بتبيق شرائعهم إلا بالحصول علي إذن من الحاكم الروماني , وهو أمر في غايه الصعوبه يكون مربوط بمحاكمات ودلائل كثيره. ويتضح لنا ذلك مؤكداً من خلال محاكمات المسيح التي أتوا فيها بشهود زور ليقنعوا بيلاطس بتطبيق شرائعهم ويوافق علي صلب المسيح بالرغم أن عقوبه الصلب كانت عقوبه رومانيه وليست كتابيه كإقامه حد, وبالتالي كانت ستواجههم نفس المشاكل إذا أرادوا أن يرجموا العذراء حسب الشريعه.
وقال القديس أمبروسيوس فى موضوع خطوبة العذراء مريم ليوسف النجار:
ربما لكى لا يظن إنها زانية. ولقد وصفها الكتاب بصفتين فى أن واحد، انها عذراء ومخطوبة.
فهى عذراء لأنها لم تعرف رجلاً، ومخطوبة تحفظ مما قد يشوب سمعتها، فإنتفاخ بطنها يشير إلى فقدان بتوليتها (فى نظر الناس). هذا وقد اختار الرب ان يشك فى نسبه الحقيقى عن ان يشكوا فى طهارة أمه لم يجد داعياً للكشف عن شخصه على حساب سمعة والدته”. ويضيف "هناك سبباً أخر لا يمكن اغفاله وهو ان رئيس هذا العالم لم يكتشف بتولية العذراء فهو إذا رأها مع رجلها، لم يشك فى المولود منها، وقد شاء الرب ان ينزع عن رئيس هذا العالم معرفة هذا السر الإلهى.
ولكن لنعلم ونتذكر دائما قول السيد المسيح له كل المجد "... لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدِينَ الْعَالَمَ بَلْ لأُخَلِّصَ الْعَالَمَ." (يو 12: 47) وبالتالي من المستحيل أن يأتي رب المجد ليخلص العالم ويجعل أحدهم يهلك بسببه.
من خلال تلك الأسباب نجد أنه لا يوجد مبرر للسيد المسيح لكي يتكلم في المهد.
بل في الواقع، إن قصة تكلم السيد المسيح في المهد هي قصة واردة في أحد الأناجيل المنحولة (المزيفة), ضمن مجموعة من الأناجيل تُدعى أناجيل الطفولة.
هذه القصة موجودة في “إنجيل عربي للطفولة 1: 1, 2” ومعروف أيضاً تحت اسم “كتاب يوسف قيافا”.


ولإلهنا المجد الدائم. آمين


Copy Rights © 2022 INT. apologetics.metri.co.uk. All Right Reserved
العودة إلى المحتوى