إسبوع كفارة هرقل في الكنيسة القبطية
تم النشر بواسطة أغنسطس/ مايكل متري في العقيده المسيحيه · السبت 05 فبراير 2022 · 8:30
شبهه درسها العديد من عظماء باحثين الدفاعيات وفندوها كثيرا, ولكني تقدمت للرد عنها حسب بحثي الضعيف حيث أنها سببت لي صدمة حين عرضت لي كبحث تاريخي لأحد الباحثين الأورثوذكسيين الأجلاء والذي يعتبر مرجعا تارخيا لكثير من الباحثين الأخرين في العصر الحديث, ولكن ومع شديد أسفي وجدت ولأول مره أن البحث ناقصا جدا بل ومصادرة غير أورثوذكسية. وأبدي أسفي مقدما علي الإطالة ولكن ذلك لكثرة المراجع.
نص الشبهه:- يتحدث عن صوم القيامة والذي نصومة في كنيستنا القبطية 55 يوم, يقوموا بالإدعاء بأن الأسبوع الأول منه والمسمي بإسم إسبوع الإستعداد هو مضاف في القرن السابع الميلادي حسب ما ورد من سعيد أبن بطريق (القرن التاسع الي العاشر) في كتابة "نظم الجوهر" . وساويرس بن المقفع (القرن العاشر) في كتابة "الدر الثمين في أيضاح الدين" . وأيضا بحسب إبن المكين (القرن الثالث عشر) ""بدون ذكر الكتاب""
أننا نصوم أسبوعا ثامنا نلقبه بإسبوع الأستعداد وهو أصلا "أسبوع كفارة هرقل" وقصتة:
(جمعة هرقل التي صارت مقدمة للصوم الكبير وذلك انه لما رجع هرقل ملك الروم على بيت المقدس وجدها خرابا وقد هدم اليهود الكنائس والقبر المقدس فطلب منه الرهبان واهل بيت المقدس (المسحييين) قتل اليهود "فقتلُك لهم قُربانٌ تُقدِّمه إلى الله!! " فاعتذر لهم انه اعطاهم الامان والقسم فقالوا له ان اليهود احتالوا عليك في هذا الامان واما اليمين فنحن وجميع النصارى بكل الاقاليم نصم عنك اسبوعا في كل سنة على مر الايام الي انقضاء الدهر فامر هرقل بقتل اليهود فقتل منهم ما لا يحصى لا يعد ولم يبقى منهم الا من اختفى وهرب وكتب البطاركة والاساقفة الي جميع البلاد بصوم الاسبوع الاول من الصوم وكان في ذلك الوقت البطريرك الأسكندري اندرونيكوس ال37 فاستبقى هذا الحكم في الكنيسة القبطية....)
الأجابة:- قبل الدخول في مهاطرات غير بناءة, نبدأ بتعريف بطل الرواية وهو "هرقل" هو غير مصري واسمه الكامل "فلافيوس أغسطس هرقل" هو إمبراطور الدولة البيزنطية ولا يمت بصلة للكنيسة القبطية.
تاريخيا داخل كنيسة الأسكندرية:-
منذ أيام البابا ديسقورس رقم 25 وحتى البابا بنيامين 38.
كان بابا الإسكندرية يرسم في السر والدولة لا تعترف به، وكان من الممكن أن بعضهم لا يدخل الإسكندرية. و كان يتجول في الصعيد وفي أماكن كثيرة يثبت الناس في الايمان ويحفظ الكنيسة .وذلك بعد أن إستولت الدولة البيزنطية على كنائسنا التي بناها الأقباط وسلمتها للروم .وكان البطرك الملكاني (الذي تعينه القسطنطينية) هو المسؤول عن الكنائس أمام الدولة، وغالبًا ما يكون البطرك الملكاني هو والي الإسكندرية. واستمر هذا الاضطهاد حتى البابا بنيامين البطريرك ال 38 (حتى زمن دخول العرب مصر(، على يد عمرو بن العاص.
+ وبناء علي ذلك نفهم أننا لا نعترف بالبطريرك الملكاني ولا أوامره (خصوصا وإنه خلقدوني الإيمان) ولذلك نرسم بطريرك قبطي ونعترف به حتي ولو سرا. فكان الأقباط يخرجون للصلاة في الصحراء والأماكن المهجورة، وينادون في السر في صلواتهم
باسم البابا القبطي الذي يعترف به الشعب وليس باسم البطريرك الدخيل المعين من الملك
بحثيا طبقا لما أورده الباحث القبطي عن تلك الشبهة:-
ذكر الباحث أن هناك سائحة أسبانية تدعي إيجيريا في رحلتها الي أورشليم عام 384م كان الصوم الأربعيني يمتد الي ثمانية أسابيع إسترشادا بالمرجع التالي:-
Mgr. L. Duchesne, Christian Worship, Its Origin and Evolution, Second English Edition, London-New York, 1904, p. 243.
+ ولكنني أحب أن أؤكد انها ذكرت تفصيليا أسباب الثمان أسابيع (وهنا مراجعي أونلاين إنجليزي وعربي)
وغيرها الكثير ولكني أكتفي بذلك من جهة السائحة إيجيريا والتي توضح الأتي:
عندما تقترب الأعياد الفصحية، يُحتفل بها كما يلي: فيما نتقيد عندنا بأربعين يوماً، قبل الفصح، فإنما تسبق العيد هنا ثمانية أسابيع. وإذا كانوا يتقيدون بثمانية أسابيع، فلأنهم لا يصومون في الآحاد والسبوت، ما عدا سبتاً واحداً، هو سبت الصلوات استعداداً للفصح، حيث الصوم واجب. وما عدا هذا اليوم، فإنهم لا يصومون البتّة هنا في أي يوم سبت من السنة كلها. وهكذا، إذا حذفنا من الأسابيع الثمانية أيام الآحاد الثمانية وأيام السبوت السبعة، بسبب الصيام الإلزامي، ذاك السبت، كما ذكرت أعلاه، يبقى واحد وأربعون يوماً يصومون فيها. وتدعى هنا (الأعياد) أو بعبارة أخرى الصوم.
LENT
XXVII And when the Paschal days come they are observed thus : Just as with us forty days are kept before Easter, so here eight weeks are kept before Easter. And eight weeks are kept because there is no fasting on the Lord’s Days, nor on the Sabbaths, except on the one Sabbath on which the Vigil of Easter falls, in which case the fast is obligatory. With the exception then of that one day, there is never fasting on any Sabbath here throughout the year. Thus, deducting the eight Lord’s Days and the seven Sabbaths (for on the one Sabbath, as I said above, the fast is obligatory) from the eight weeks, there remain forty-one fast days, which they call here Eortae, that is Quadragesimae.
من جهة أخري نجد أن الباحث القبطي يحاول تفادي إعتراف السائحة إيجيريا مده الثماني أسابيع بتعليقه الأتي حسب بحثة ومحاضرتة:-
(المصطلح Quadragesimae والذي تدعوه إيجيريا بأن يعني ثمانية أسابيع صَوم، فهو ما يصحِّحة مرَّة أُخرى العالم الفرنسي لويس دوشسن Louis Duchesne (1843-1922) حيث يذكر أنَّ أوَّل ذكر لهذا المصطلح ورد في القانون الخامس لمجمع نيقية المسكوني الأوَّل سنة 325 م، ليعني صَوم الأربعين المقدَّسة شاملة فيها أسبوع البَصخة، وهو ما نجده في كنيسة روما وكنيسة الإسكندريَّة، أي ستَّة أسابيع.)
وتناسي أنها أوضحت اسباب الثماني أسابيع في مذكراتها:-
(فلأنهم لا يصومون في الآحاد والسبوت، ما عدا سبتاً واحداً، هو سبت الصلوات استعداداً للفصح، حيث الصوم واجب. وما عدا هذا اليوم، فإنهم لا يصومون البتّة هنا في أي يوم سبت من السنة كلها. وهكذا، إذا حذفنا من الأسابيع الثمانية أيام الآحاد الثمانية وأيام السبوت السبعة، بسبب الصيام الإلزامي، ذاك السبت، كما ذكرت أعلاه، يبقى واحد وأربعون يوماً يصومون فيها.)
+ ونلاحظ أيضا ان المصدر الاول للقصة التي رددها بعده بعض الكتاب بغير تدقيق هو سعيد بن بطريق (القرن التاسع الي العاشر) في كتابة "نظم الجوهر" وهو البطرك الملكاني للمسيحيين الملكانيين المقيمين في مصر في ذلك الزمان (اي انه غير قبطي) وكان لا يجيد اليونانية واول من كتب بالعربية وينقل من السريانية وبعد تعينيه بطريرك للروم تم تسميته باسم اوتيخيوس, وهو المصدر الاول ولم يذكر احد من المؤرخين قبله امر اسبوع هرقل هذا وقد نقل عنه بعض الكتاب الاقباط الذين كتبوا باللغة العربية ايضا وواضح انهم نقلوا القصة عنه دون تدقيق او بحث بل هو نفسه واضح انه اورد القصة من مصدر اخر غير دقيق فالقصة بتفاصيلها غير منطقية ولا تتوافق إطلاقا مع تعاليم المسيحية ولا تعاليم السيد المسيح له كل مجد وكرامة.
لأن الصوم لا يغفر الخطايا، ولا يصوم شخص عن آخر (فهذا فكر غير مسيحى).
أيضا أن البطريرك يحرْض على القتل وهذا سلوك إجرامى لا يليق ببطريرك حتى لو كان مختلفاً معنا فى العقيدة.
+ بحسب بحث:- الأسبوع الأول من الصوم المقدس - إيبوذياكون دكتور يوحنا نسيم
وقد أثبتت الدراسات التى قام بها ميشيل بريدى أن «سعيد بن بطريق» كان يكتب القصص المتواترة بالإستاذ (حدثتا فلان عن علان...) وبالتالى يجب الحذر عند استعماله كمصدر. كما أن هناك نسختين من تاريخ ابن بطريرك، الأولى وهى الأقدم (النسخة السينائية ونعود للقرن التاسع) لم تذكر هذه النسخة أن هذا الأسبوع يصوموه الأقباط. أمَا النسخة الأنطاكية التى كُتبت فى القرون التالية فهى التى أوردت هذه الملحوظة.
الأسبوع أقدم من هرقل بكثير...
ففى العظة ال 18 للقديس ساويرس الأنطاكى والتى تعود إلى 8 فبراير 513م (أى قبل هرقل بحوالى قرن وعشرين عاماً). يشرح فيها أن الصوم ثمانية أسابيع. وهى ترمز إلى التجديد. وفى كل أسبوع خمسة أيام صوم (انقطاعى) وهى ترمز إلى الحواس الخمسة، وبالتالى فإن الصوم يجدد كل الحواس.
وقبل هذا العظة نجد الحاجّة ايجيريا التى قامت بزيارة الأراضى المقدسة حوالى 384 – 386م، والتى أعطت وصفاً كاملاً لطقوس أسبوع الآلام والصوم فى هذه الفترة، فإنها تذكر نفس المعلومة عن الصوم فى أواخر القرن الرابع.
وقد احتفظت كنستنا بهذا التقليد القديم، والذى لم تتضح أصوله إلاّ بعد الدراسات الحديثة للتاريخ. ويمكننا أن نلتمس بعض العذر لابن كبر (الذى تنيح سنة 1324م) وعاش فى فترة عصبية من الاضطهادات، ولذلك أدرج هذه القصة بدون تحقيق كامل.
+ أخيرا وليس أخرا أقدم دليلا من واحدا من أهم الأدلة والذي إسترشد بأجزاء منه نفس الباحث القبطي المشكك في مده الصوم المقدس:-
- "كتاب مصباح الظلمة في إيضاح الخدمة" لإبن كبر (القرن الرابع عشر) الجزء الثاني ص192 الجزء الأخير يقول:-
أما القبط فهم علي ما وضع لهم القديس أنبا ديمتريوس البطريرك الثاني عشر من البطاركه. أن الصوم المقدس ثماني جمع فقط. والروم طلبوا من القبط صومها. فلم يصوموها. لأن القبط كانوا يصومونها من قبل هرقل أن يظهر. وذلك أن الأب القديس ديمتريوس كان قبل هرقل.
+ أيضا نقلا من الموقع الرسمي للمعلم/ إبراهيم عياد ...... الصوم الكبير – الأنبا / غريغوريوس
(وينفي العالم الشيخ ”جرجس بن العميد” الملقب بابن المكين من آباء الكنيسة البارزين نفيا باتا ماذهب إليه بعض المسيحيين من تعليل صوم هذا الأسبوع (مقدمة الصوم الكبير) بأنه (أسبوع هرقل) ويذهب إلي أنه قد أضيف إلي الأربعين المقدسة في أيام البابا ديمتريوس الكرام في القرن الثاني للميلاد (188-230)، وأن البابا ديمتريوس الكرام هو الذي أضافه، بإجماع آباء الكنيسة في الشرق والغرب، وأن مجمع نيقية المنعقد سنة 325م والمجامع التي بعد نيقية قد أيدت صحة هذه الإضافة. )
الخلاصة:- أن صوم الأسبوع الأول بعيدا عن قصة كفارة هرقل المزعومة والتي تتنافي مع الإيمان المسيحي والتعاليم المسلمة مرة واحدة للقديسين. بل وتتنافي مع جهود كنيستنا القبطية الأورثوكسية في التصدي للبدع والهرطقاتوالحفاظ علي الإيمان المستقيم الذي حافظ علية الأباء حتي يومنا هذا.
"وَكَلاَمِي وَكِرَازَتِي لَمْ يَكُونَا بِكَلاَمِ الْحِكْمَةِ الإِنْسَانِيَّةِ الْمُقْنِعِ، بَلْ بِبُرْهَانِ الرُّوحِ وَالْقُوَّةِ، لِكَيْ لاَ يَكُونَ إِيمَانُكُمْ بِحِكْمَةِ النَّاسِ بَلْ بِقُوَّةِ اللهِ." (1 كو 2: 4-5)
ولإلهنا المجد الدائم. آمين