المعجزات هي نسف للعقيده المسيحيه

فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْلُكُونَ بِالتَّدْقِيقِ، لاَ كَجُهَلاَءَ بَلْ كَحُكَمَاءَ، مُفْتَدِينَ الْوَقْتَ لأَنَّ الأَيَّامَ شِرِّيرَةٌ." (أف 5: 15-16)
الذهاب إلى المحتوى

المعجزات هي نسف للعقيده المسيحيه

COPTiC APOLOGETiCS
تم النشر بواسطة أغنسطس/ مايكل متري في العقيده المسيحيه · الثلاثاء 04 يناير 2022 ·  13:30
Tags: العقيدهالمسيحيه
شبهه واهيه جديده قال فيها أحد المعترضين علي المعجزات أنه لا يؤمن بالمعجزات , وأن المعجزات هي نسف للعقيده المسيحيه طبقا لما رأي وتعلم كيف نعرف من من المومنين سوف يقوم بفعل المعجزات
 
في انجيل يوحنا الاصحاح ١٤
 
12 اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَالأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا يَعْمَلُهَا هُوَ أَيْضًا، وَيَعْمَلُ أَعْظَمَ مِنْهَا، لأَنِّي مَاضٍ إِلَى أَبِي. 13 وَمَهْمَا سَأَلْتُمْ بِاسْمِي فَذلِكَ أَفْعَلُهُ لِيَتَمَجَّدَ الآبُ بِالابْنِ.
 
14 إِنْ سَأَلْتُمْ شَيْئًا بِاسْمِي فَإِنِّي أَفْعَلُهُ. 15 إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي فَاحْفَظُوا وَصَايَايَ،
 
وهنا نجد ان المعجزات هي عن طريق المسيح فقط لانه قال باسمي اي المسيح
 
ولكن المعجزات التي باسم مارجرجس ومارمينا والعذراء مريم هي ليست معجزات اطلاقا
 
لان الكتاب قال عن هولاء الذين يتاجرون بأسماء القديسين والذي ينطبق علي الكنيسه الارثوذكسيه الاكليروس و الشعب
 
في انجيل متي الاصحاح ٧
 
22 كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: يا رب، يا رب أليس باسمك تنبأنا، وباسمك أخرجنا شياطين، وباسمك صنعنا قوات كثيرة 23 فحينئذ أصرح لهم: إني لم أعرفكم قط اذهبوا عني يا فاعلي الإثم
 
ومن هنا نعرف ان هناك من سوف يدعي المعجزات وذلك للتربح وللمجد ونعرف هذا لانه لم يعملوا معجزات باسم المسيح بل باسم إلهه اخري صنعوها لانفسهم للتجاره والتربح وهكذا وصفهم المسيح بانهم فاعلي الاثم ولَم يصفهم بفاعلي الاثم لانه علي الرغم انهم كانوا يقولون له اليس باسمك لكنهم في الحقيقه وتحت مسمي اسم المسيح ادخلوا اسماء اخري وهذا هو الاثم بعينه.
 
الإجابه:- بدايه واضح جدا وبدون أدني شك عدم معرفه المعترض بالكتاب المقدس وتعاليم الكتاب المقدس إطلاقا لأنه يأتي بشواهد ليس لها علاقه بالمضمون الذي يريد أن يوضحه أولا: ما قد إسترشد به المعترض من إنجيل يوحنا اللاهوتي إصحاح 14 هو ربط بين أن الأعمال التي يعملها المسيح سيعملها المؤمنون بل ويعملوا أعظم منها ولكنه أكد في ربطه بأن الأعمال تكون بإسم المسيح. وهنا أسأل المعترض هل معجزات القديسين مثال مارجرجس ومارمينا والعذراء مريم وغيرهم كما ذكرت حضرتك تتم بإسم المسيح أم بإسم إله آخر؟
 
ثانيا: ما إسترشد به المعترض من إنجيل متي البشير إصحاح 7 إدعي فيه أن صانع المعجزه يصنعها للتجاره والتربح والمجد لأن السيد المسيح وصفهم بأنهم فاعلي الإثم . وهذا يشير أن المعترض لا يعرف معني فاعلي الإثم في ذلك النص, بل وتناسي العدد 21 الذي يقول "«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ." (مت 7: 21) بل وتناسي أيضا أنهم قالوا في العدد 22 أنهم صنعوا ذلك بإسم المسيح, أي أن المجد هنا للمسيح وليس لصانع المعجزه بل وفاعلي الإثم (أي الخطيه) ليس بخصوص المعجزه ولكن لأنهم لم يصنعوا مشيئه الأب كما ذكر في العدد 21, فهم يعلمون بالحق ولكنهم لا يعملون به. ونجد هذا في تفسير القمص أنطونيوس فكري:
 
المسيح هنا يعلن للإنسان الذي يريد التوبة، أنه لا يريد شكليات العبادة، أو مجرد ترديد ألفاظ، الله لا يريد من يكرمونه بالشفاه فقط والقلب مبتعد عنه بعيدًا، لكن الله يطلب القلب الخاضع لإرادته.
 
بإسمك أخرجنا شياطين= هذه تفهم بطريقتين:-
 
1- كثيرون وصلوا لعمل معجزات وأفسدهم الغرور لأنهم نسبوا هذه النعمة لأنفسهم ففقدوا هذه النعمة، ألم يخرج يهوذا شياطين ويشفي أمراض!!
 
2- الشيطان خداع، إذ يعطي للبعض أن يخرجوا الأرواح الشريرة للخداع. ولكن هؤلاء يسهل جدًا تمييزهم، من أسلوبهم الخالي من التواضع والمحبة. سمعت أحدهم يقول "أنا أسلوبي في إخراج الشياطين كذا وكذا" ولنلاحظ أن يهوذا الخائن أخرج شياطين حينما كان مع التلاميذ (مت 8:10).
 
لم أعرفكم= كخاصتي الذين يدخلون ملكوتي لأنكم لم تعرفوني حقيقة. ولاحظ أن كلمة يعرف تشير للإتحاد فهؤلاء لم يكن لهم ثبات في المسيح. (راجع تفسير مت11: 27).
 
أليس بإسمك تنبأنا= كثيرون يعلمون بالحق ولكنهم لا يعملون به.
 
هناك فرق بين مواهب الروح القدس وثمار الروح، فالمواهب تعطي لبناء الكنيسة وتسمى الوزنات (1بط10:4) والهدف منها بناء الكنيسة, ووجودها ليس شرطًا للخلاص. أما الثمار فوجودها علامة على الامتلاء من الروح القدس (غلا22:5-23) وبالتالي وجودها دليل على خلاص الإنسان.
 
 
إذا المعجزات تتم بإسم المسيح ومجد المسيح والهدف منها بناء الكنيسة ولكن هم بالرغم من موهبة المعجزه التي منحها لهم الروح القدس فهم يحييون حياة الإثم (الخطيه) ويؤكد ذلك الكتاب المقدس في مواقع عده منها علي سبيل المثال وليس الحصر:
 
"إِنْ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَةِ النَّاسِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَلكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ، فَقَدْ صِرْتُ نُحَاسًا يَطِنُّ أَوْ صَنْجًا يَرِنُّ. وَإِنْ كَانَتْ لِي نُبُوَّةٌ، وَأَعْلَمُ جَمِيعَ الأَسْرَارِ وَكُلَّ عِلْمٍ، وَإِنْ كَانَ لِي كُلُّ الإِيمَانِ حَتَّى أَنْقُلَ الْجِبَالَ، وَلكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ، فَلَسْتُ شَيْئًا. وَإِنْ أَطْعَمْتُ كُلَّ أَمْوَالِي، وَإِنْ سَلَّمْتُ جَسَدِي حَتَّى أَحْتَرِقَ، وَلكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ، فَلاَ أَنْتَفِعُ شَيْئًا." (1 كو 13: 1-3)
 
"هكَذَا الإِيمَانُ أَيْضًا، إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَعْمَالٌ، مَيِّتٌ فِي ذَاتِهِ." (يع 2: 17)
 
"وَلكِنْ هَلْ تُرِيدُ أَنْ تَعْلَمَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ الْبَاطِلُ أَنَّ الإِيمَانَ بِدُونِ أَعْمَال مَيِّتٌ؟" (يع 2: 20)
 
"لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْجَسَدَ بِدُونَ رُوحٍ مَيِّتٌ، هكَذَا الإِيمَانُ أَيْضًا بِدُونِ أَعْمَال مَيِّتٌ." (يع 2: 26)
 
أما بخصوص عدم إيمانك بوجود المعجزات فهذا أكبر دليل علي عدم معرفتك بتعاليم السيد المسيح والكتاب المقدس, كمثال:-
 
"وَهذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنِينَ: يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِينَ بِاسْمِي، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ جَدِيدَةٍ." (مر 16: 17)
 
"فَقَالَ الرَّبُّ: «لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَل، لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهذِهِ الْجُمَّيْزَةِ: انْقَلِعِي وَانْغَرِسِي فِي الْبَحْرِ فَتُطِيعُكُمْ." (لو 17: 6)
 
ومن بعض أمثله المعجزات المذكوره كتابيا وأيضا علي سبيل المثال وليس الحصر أيضا:
 
في العهد القديم: أقام إيليا ابن أرملة صرفة صيدون (1مل 17: 21), وكذلك ابن المرأة الشونمية (2مل4: 35), أيضًا قام ميت عند ملامسته لعظام أليشع (2مل13: 21), رفض الرب صلاة أصحاب أيوب بسبب أنها لم تكن مصحوبة بصلاة أيوب (اي42: 8), صلى اسحق إلى الرب لأجل امرأته لأنها كانت عاقرا فاستجاب له الرب فحبلت رفقة امرأته (تك 22: 21), الملائكة تشفع من أجل سلامة العالم (زك12:1و13).
 
في العهد الجديد: أقام بولس الرسول الشاب أفتيخوس (أع20: 10), أقام بطرس الرسول طابيثا (أع 9: 40), بولس الرسول كاد الناس أن يعبدونه في لسترا لما شفي الرجل المقعد ودعوه بأسم إلههم هومس (أع14: 8- 14), "وَكَانَ اللهُ يَصْنَعُ عَلَى يَدَيْ بُولُسَ قُوَّاتٍ غَيْرَ الْمُعْتَادَةِ، حَتَّى كَانَ يُؤْتَى عَنْ جَسَدِهِ بِمَنَادِيلَ أَوْ مَآزِرَ إِلَى الْمَرْضَى، فَتَزُولُ عَنْهُمُ الأَمْرَاضُ، وَتَخْرُجُ الأَرْوَاحُ الشِّرِّيرَةُ مِنْهُمْ." (أع 19: 11-12) هنا نجد شهاده الكتاب عن معجزات تتم بواسطه منديل القديس وليس القديس نفسه.
 
 
أما إذا كان إعتراض حضرتك علي أن القديسين الذين يصنعون تلك المعجزات حسب الأسماء التي ذكرتها هم منتقلون ولهذا لا يستطيعون فعل تلك المعجزات بإسم السيد المسيح, فأود أن أعرض لحضرتك مفهوم الشفاعه التوسليه والذي يرتبط بعمل المعجزه, فإن شفاعة القديسين حقيقة كتابية عاشت بها الكنيسة منذ أيام أبينا إبراهيم، وطبعا هذا لا ينفي شفاعه المسيح الكفاريه التي هي من أساسيات الإيمان والتعليم الأورثوذوكسي القويم.
 
فالشفاعه التوسليه هي مشاركه صلوات القديسين معنا والتي فيها توسل وطلب راحه.
 
أما المنتقلين حسب الإيمان المسيحي والكتاب المقدس فهم أحياء بالروح:
 
"أَنَا إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ؟ لَيْسَ اللهُ إِلهَ أَمْوَاتٍ بَلْ إِلهُ أَحْيَاءٍ»." (مت 22: 32)
 
"وَلَيْسَ هُوَ إِلهَ أَمْوَاتٍ بَلْ إِلهُ أَحْيَاءٍ، لأَنَّ الْجَمِيعَ عِنْدَهُ أَحْيَاءٌ»." (لو 20: 38)
 
فإذا كانوا هم أحياء بالروح فلماذا نطلب صلوات الأحياء علي الأرض فقط؟ فالكنيسه سواء المجاهده (تشملنا نحن المؤمنين الساكنين علي الأرض) أو المنتصره (المنتقلين وأحياء بالروح في الفردوس) جميعهم جسد المسيح الواحد الحي. وقد ظهر "موسى وإيليا" مع السيد المسيح وتكلما معه. (لوقا 29:9-31)
 
"هكَذَا نَحْنُ الْكَثِيرِينَ: جَسَدٌ وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ، وَأَعْضَاءٌ بَعْضًا لِبَعْضٍ، كُلُّ وَاحِدٍ لِلآخَرِ." (رو 12: 5)
 
"لأَنَّنَا بَعْضَنَا أَعْضَاءُ الْبَعْضِ." (أف 4: 25)
 
"مَبنيينَ علَى أساسِ الرُّسُلِ والأنبياءِ، ويَسوعُ المَسيحُ نَفسُهُ حَجَرُ الزّاويَةِ، الذي فيهِ كُلُّ البِناءِ مُرَكَّبًا مَعًا، يَنمو هيكلاً مُقَدَّسًا في الرَّب. الذي فيهِ أنتُمْ أيضًا مَبنيّونَ مَعًا، مَسكَنًا للهِ في الرّوحِ" (أف20:2-22)
 
والأبرار إذا كانوا أحياء في الفردوس فماذا تعتقد أنهم يفعلون؟ ألا يصلون ويسبحون؟ وإذا كانوا يصلون فما المانع أن يصلوا ويذكروا الكنيسه المجتمعه في الجسد الواحد؟ ولماذا لا أستفيد أنا من صلواتهم عني الي الرب؟
 
"اِعْتَرِفُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ بِالزَّلاَتِ، وَصَلُّوا بَعْضُكُمْ لأَجْلِ بَعْضٍ، لِكَيْ تُشْفَوْا. طَلِبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيرًا فِي فِعْلِهَا." (يع 5: 16)
 
 
ولهذا يجب أن نعلم دائما أن الكنيسة تصلى إلى الله وحده, وتطلب إلى القديسين أن يصلوا لله من أجلنا نتيجة لقربهم إلى الله لقداستهم، وبذلك نصلى بعضنا لأجل بعض منتفعين بصلوات القديسين فنقول مثلا "بشفاعة والدة الإله يارب أنعم لنا (ونكمل الطلبة من الله).
 
والصلة بيننا وبين القديسين لا تنقطع بعد انتقالهم للسماء، لأنهم لم ينفصلوا عن جسد المسيح وبالتالي فكما اطلب من اخي الذي معي في الكنيسة المجاهدة ان يصلي من اجلي ايضا اطلب من اخوتنا وابائنا الذين اكملوا جهادهم وهم احياء عند الرب ان يصلوا لاجلنا.
 
 
ولنا شواهد من الكتاب المقدس تؤكد أنه القديسين الأبرار والملائكه أيضا يصلون:
 
"وَلَمَّا أَخَذَ السِّفْرَ خَرَّتِ الأَرْبَعَةُ الْحَيَوَانَاتُ وَالأَرْبَعَةُ وَالْعِشْرُونَ شَيْخًا أَمَامَ الْخَروفِ، وَلَهُمْ كُلِّ وَاحِدٍ قِيثَارَاتٌ وَجَامَاتٌ مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوَّةٌ بَخُورًا هِيَ صَلَوَاتُ الْقِدِّيسِينَ." (رؤ 5: 8)
 
"وَلَمَّا فَتَحَ الْخَتْمَ الْخَامِسَ، رَأَيْتُ تَحْتَ الْمَذْبَحِ نُفُوسَ الَّذِينَ قُتِلُوا مِنْ أَجْلِ كَلِمَةِ اللهِ، وَمِنْ أَجْلِ الشَّهَادَةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَهُمْ، وَصَرَخُوا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلِينَ: «حَتَّى مَتَى أَيُّهَا السَّيِّدُ الْقُدُّوسُ وَالْحَقُّ، لاَ تَقْضِي وَتَنْتَقِمُ لِدِمَائِنَا مِنَ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ؟ فَأُعْطُوا كُلُّ وَاحِدٍ ثِيَابًا بِيضًا، وَقِيلَ لَهُمْ أَنْ يَسْتَرِيحُوا زَمَانًا يَسِيرًا أَيْضًا حَتَّى يَكْمَلَ الْعَبِيدُ رُفَقَاؤُهُمْ، وَإِخْوَتُهُمْ أَيْضًا، الْعَتِيدُونَ أَنْ يُقْتَلُوا مِثْلَهُمْ." (رؤ 6: 9-11)
 
"وَجَاءَ مَلاَكٌ آخَرُ وَوَقَفَ عِنْدَ الْمَذْبَحِ، وَمَعَهُ مِبْخَرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَأُعْطِيَ بَخُورًا كَثِيرًا لِكَيْ يُقَدِّمَهُ مَعَ صَلَوَاتِ الْقِدِّيسِينَ جَمِيعِهِمْ عَلَى مَذْبَحِ الذَّهَبِ الَّذِي أَمَامَ الْعَرْشِ. فَصَعِدَ دُخَانُ الْبَخُورِ مَعَ صَلَوَاتِ الْقِدِّيسِينَ مِنْ يَدِ الْمَلاَكِ أَمَامَ اللهِ." (رؤ 8: 3-4)
 
"«اُنْظُرُوا، لاَ تَحْتَقِرُوا أَحَدَ هؤُلاَءِ الصِّغَارِ، لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلاَئِكَتَهُمْ فِي السَّمَاوَاتِ كُلَّ حِينٍ يَنْظُرُونَ وَجْهَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ." (مت 18: 10)
 
"أَلَيْسَ جَمِيعُهُمْ أَرْوَاحًا خَادِمَةً مُرْسَلَةً لِلْخِدْمَةِ لأَجْلِ الْعَتِيدِينَ أَنْ يَرِثُوا الْخَلاَصَ!" (عب 1: 14)
 
"مَلاَكُ الرَّبِّ حَالٌّ حَوْلَ خَائِفِيهِ، وَيُنَجِّيهِمْ." (مز 34: 7)
 
 
وأن كانت الشفاعة – وهي صلاة يقدموها عنا – تعتبر وساطة، وإن كانت كل وساطة غير مقبولة، تكون إذن كل صلاة إنسان من أجل إنسان آخر هي أيضًا وساطة مرفوضة إذ لنا وسيط واحد.
 
وبالتالي يكون الوحي الإلهي إذن قد أخطأ (حاشا) حينما قال "صلوا بعضكم لأجل بعض" (يع16:5)، علي اعتبار أن العلاقة بين الإنسان والله، علاقة مباشرة، وهي في ظل الحب الإلهي لا تحتاج إلي صلاة من أحد.
 
وبالتالي تكون كل الصلوات من أجل الآخرين التي وردت في الكتاب لا معني لها وضد الحب الإلهي لأن الله يحب الناس، وهو غير محتاج إلي الآخرين يصلون عن أولاده ويذكرونه برعايته الأبوية لهم وبحبه الأبوي.
 
 
بعض من أقوال الآباء من كتاب الشفاعة الجزء الرابع:
 
-        يقول القديس كبريانوس " فلنذكر بعضنا بعضاً ولنصل بعضنا عن بعض دائماً وإذا سبق أحدنا الآخر من هنا الى الحياة الاخرى فليواصل محبته عند الله، ولا يكف عن الصلاة من اجل الأخوة والأخوات لدى رحمة الأب. "
 
-        يقول القديس باسيليوس الكبير (329م) موجهاً خطابه للأربعين شهيداً " ايتها الجوقة المقدسة. ايتها الزمرة الطاهرة... أيها الحراس العموميون للجنس البشري ، والشفعاء المشاركون لنا في همومنا ، المساعدون في الصلوات والشفاعة فينا، الذين لهم دالة عظيمة جداً "
 
-        يقول القديس أفرام السرياني في تذكار الشهداء (363م) " لذلك نستغيث بكم ايها الشهداء جزيلو القداسة .... أن تصلوا إلى الرب من أجلنا نحن الخطأة البائسين... لعل الله يسكب علينا نعمته الالهية وينير قلوبنا على الدوام بأشعة محبته المقدسة.."
 
-        ويقول القديس يوحنا الذهبي الفم : ان اجساد الشهداء والقديسين الملطخة بالدم لتمتلك نعمة الروح القدس ، وقد توشحت بمجد النور السماوي حتى أن الشياطين لا تجرؤ على النظر الى المشهد الالهي للذين اقتدوا بموت المسيح، فهو الذي يرسل نعمة الروح القدس على الشهداء ويلبسهم النور السماوي الذي يرعب الشياطين ، هذا النور الذي هو اثمن واعظم كرامة من أي تاج ملكي، ويجمل ذهبي الفم كل ذلك بقوله ان الاستشهاد المسيحي يمنح دما مقدسا مصبوغا بقوة الله التي بواسطتها " يكون الشيطان مقهوراً ، والشهيد منتصراً ، والله ممجداً ، والكنيسة مكللة."
 
ويؤمن الذهبي  الفم بأن الشهداء يتشفعون لأجلنا عند المسيح. فبإقتدائهم بالمسيح في موته يصيرون جديرين بأن يصلوا لأجلنا وان يعينوا صلواتنا ايضاً ! وإن كانوا هم يتشفعون لأجلنا، الا ان المسيح له الشفاعة الاخيرة الجوهرية لأجلنا لدى الآب. والفرق بين الشفاعتين يرى، بصفة خاصة، في أن المسيح يعبد في حين ان الشهداء يكرمون فحسب. ففي الحقيقة ان الشهداء يقدمون كل مجد وعبادة وسجود للثالوث الاقدس.
 
ففي مقالة الذهبي الفم التي يمدح فيها القديس " باسو " اسقف اسيا الصغرى ـ الذي استشهد في اضطهاد الامبراطور ديسيوس في القرن الثالث الميلادي ـ يذكر ان الشهيد كان قادرا ان يتشفع بعد موته في مناسبات عديدة لدى المسيح ( لأجل الانسان)  بسبب الجرأة التي اظهرها في صراع استشهاده، الذي بواسطته نال من المسيح اكليل عدم الفساد الذي سبق أن اعده له المسيح. وفي مقالة اخرى يقول : "ان الشهداء القديسين يصيرون مشاركين فيما نقدمه من صلوات " .
 
ويرى القديس يوحنا ذهبي الفم ان " قوة الشهداء اعظم في السماء منها على الارض. فإن كانوا قد حصلوا على كرامات عديدة، بهذا القدر هنا على الأرض ، فتصور ما يحصلون عليه من مكافآت اعظم في وقت المجازاة". وعلى ذلك فهم يستطيعون ان يشفعوا لدى الرب لكي يستمع بصلواتنا ولكي يشفع فينا لدى ابيه القدوس. وبالاضافة الى ذلك، فإن الشهداء يكرمهم الله حقاً ويمجدهم بسبب القداسة والتفوق في الفضيلة والحكمة التي اظهروها في اتباعهم للمسيح حتى الجلجثة ! ومجدهم السماوي هذا هو الذي يدعو المسيحين الى تكريمهم دون ان ينحرفوا بهذا التكريم الى العبادة التي تليق بالثالوث الاقدس وحده بسبب تدبيره الخلاصي.
 
-        وعن شفاعه العذراء مريم يقول القديس اثناسيوس الرسولي : (أيتها السيدة والملكة أم الله اشفعي فينا).
 
 
وفي الختام أعرض من منظوري الضعيف أنه بإدانتك للإكليروس والأبرار أنهم يصنعون ذلك للتجاره والتربح والمجد الباطل, فلتتذكر يا عزيزي قول الكتاب:
 
"لِذلِكَ أَنْتَ بِلاَ عُذْرٍ أَيُّهَا الإِنْسَانُ، كُلُّ مَنْ يَدِينُ. لأَنَّكَ فِي مَا تَدِينُ غَيْرَكَ تَحْكُمُ عَلَى نَفْسِكَ. لأَنَّكَ أَنْتَ الَّذِي تَدِينُ تَفْعَلُ تِلْكَ الأُمُورَ بِعَيْنِهَا! وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ دَيْنُونَةَ اللهِ هِيَ حَسَبُ الْحَقِّ عَلَى الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هذِهِ. أَفَتَظُنُّ هذَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ الَّذِي تَدِينُ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هذِهِ، وَأَنْتَ تَفْعَلُهَا، أَنَّكَ تَنْجُو مِنْ دَيْنُونَةِ اللهِ؟ أَمْ تَسْتَهِينُ بِغِنَى لُطْفِهِ وَإِمْهَالِهِ وَطُولِ أَنَاتِهِ، غَيْرَ عَالِمٍ أَنَّ لُطْفَ اللهِ إِنَّمَا يَقْتَادُكَ إِلَى التَّوْبَةِ؟ وَلكِنَّكَ مِنْ أَجْلِ قَسَاوَتِكَ وَقَلْبِكَ غَيْرِ التَّائِبِ، تَذْخَرُ لِنَفْسِكَ غَضَبًا فِي يَوْمِ الْغَضَبِ وَاسْتِعْلاَنِ دَيْنُونَةِ اللهِ الْعَادِلَةِ، الَّذِي سَيُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ أَعْمَالِهِ." (رو 2: 1-6)
 
وأكرر أن التعليم والتفسير الكتابي يأتي بنعمه موهبه وعطيه الروح القدس, الذي يتطلب الثبات في جسد المسيح حتي يأتي بثمر, فياليتنا أن نمتحن أنفسنا لنعرف هل نحن ثبتنا في المسيح بأعمالنا وإيماننا؟ أم نتبع تعاليم مضله؟
 
"جَرِّبُوا أَنْفُسَكُمْ، هَلْ أَنْتُمْ فِي الإِيمَانِ؟ امْتَحِنُوا أَنْفُسَكُمْ. أَمْ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَ أَنْفُسَكُمْ، أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ فِيكُمْ، إِنْ لَمْ تَكُونُوا مَرْفُوضِينَ؟" (2 كو 13: 5)
 
"وَلكِنَّ الرُّوحَ يَقُولُ صَرِيحًا: إِنَّهُ فِي الأَزْمِنَةِ الأَخِيرَةِ يَرْتَدُّ قَوْمٌ عَنِ الإِيمَانِ، تَابِعِينَ أَرْوَاحًا مُضِلَّةً وَتَعَالِيمَ شَيَاطِينَ، فِي رِيَاءِ أَقْوَال كَاذِبَةٍ، مَوْسُومَةً ضَمَائِرُهُمْ،" (1 تي 4: 1-2)
 
"صَلُّوا بِلاَ انْقِطَاعٍ. اشْكُرُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ، لأَنَّ هذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ اللهِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ مِنْ جِهَتِكُمْ. لاَ تُطْفِئُوا الرُّوحَ. لاَ تَحْتَقِرُوا النُّبُوَّاتِ. امْتَحِنُوا كُلَّ شَيْءٍ. تَمَسَّكُوا بِالْحَسَنِ. امْتَنِعُوا عَنْ كُلِّ شِبْهِ شَرّ. وَإِلهُ السَّلاَمِ نَفْسُهُ يُقَدِّسُكُمْ بِالتَّمَامِ. وَلْتُحْفَظْ رُوحُكُمْ وَنَفْسُكُمْ وَجَسَدُكُمْ كَامِلَةً بِلاَ لَوْمٍ عِنْدَ مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ." (1 تس 5: 17-23)
 
وأخيرا : "َلاَ تُحْزِنُوا رُوحَ اللهِ الْقُدُّوسَ الَّذِي بِهِ خُتِمْتُمْ لِيَوْمِ الْفِدَاءِ. لِيُرْفَعْ مِنْ بَيْنِكُمْ كُلُّ مَرَارَةٍ وَسَخَطٍ وَغَضَبٍ وَصِيَاحٍ وَتَجْدِيفٍ مَعَ كُلِّ خُبْثٍ. وَكُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ، شَفُوقِينَ مُتَسَامِحِينَ كَمَا سَامَحَكُمُ اللهُ أَيْضًا فِي الْمَسِيحِ." (أف 4: 30-32)


ولإلهنا المجد الدائم. آمين


Copy Rights © 2022 INT. apologetics.metri.co.uk. All Right Reserved
العودة إلى المحتوى