تحضير الإله تحت مسمي التناول

فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْلُكُونَ بِالتَّدْقِيقِ، لاَ كَجُهَلاَءَ بَلْ كَحُكَمَاءَ، مُفْتَدِينَ الْوَقْتَ لأَنَّ الأَيَّامَ شِرِّيرَةٌ." (أف 5: 15-16)
الذهاب إلى المحتوى

تحضير الإله تحت مسمي التناول

COPTiC APOLOGETiCS
تم النشر بواسطة أغنسطس/ مايكل متري في العقيده المسيحيه · الثلاثاء 04 يناير 2022 ·  18:30
تعجبت كثيرا حينما سمعت من مشكك مسيحي يتدعي أننا نقوم بتحضير الإله تحت مسمي التناول, مما يدل علي وثنية تلك العقيده وقيام الكنيسة بأعمال دجل. ويسأل هل يؤكل الإله؟
 
+++++++
 
الإجابه:- أعتذر عن طرح تلك الشبهه الواهيه التي تثبت بالدليل القاطع أنه برغم أن المشكك يتدعي بأنه مؤمن , إلا أنه لا يفقه شئ عن ترتيب طقس القداس ولا معانيه كما أنه لا يفقه شئ عن الكتاب المقدس وأقوال السيد المسيح له كل المجد, ولهذا فهو قد يسقط من خلال أي تعاليم مضله لمجرد جهله بالعقيده التي يجب أنه يؤمن بالله من خلالها.
 
وسأعرض هنا بالأدله تفنيد تلك الشبهه مع أسفي للإطاله لأنها رغم صغر الشبهه المعروضه, ولكنها تحمل في طياتها أسئله وتشكيكات كثيره عن القداس وطقسه وأيضا عن مضمون السر وفاعليته.
 
 
دعونا نتطرق أولا لليتورجيا ( صلوات القداس) هل هي تعويذه لتحضير الروح القدس؟ أم ما هو مفهوم الليتورجيا في الكنائس الرسوليه؟
 
نجد في بحث - القداس الإلهي في اللاهوت الطقسي القبطي - الأنبا بنيامين مطران المنوفية:-
 
نلتقي في القداس مع المسيح لقاء من نوع متميز فكلمة قداس تعني تقديس النفس بالقداسات الإلهية التي نتناولها (الجسد والدم) لذلك يقول الكاهن القداسات للقديسين.
 
فعل القداس هو تقديس التائب بالقداسات الإلهية وهذا معني قول الكاهن القداسات للقديسين، وتعني أن الناس الذين تقدسوا بالتوبة والاعتراف ونقوا أنفسهم ينالوا القداسات الإلهية.
 
إذًا التوبة لها فعل تقديس وبها ننال استحقاق المغفرة نتيجة البعد عن الخطية، وندخل القداس من مدخل التوبة وننال استحقاق النعمة (القداسات).
 
أما عن التناول فهو أعلي أعمال التقديس. تقديس من نوع رفيع يصل لقمة القداسة أي فعل القداسة في النفس البشرية التي تلتصق بالله لذلك كلمة "قدوس" تقال عن:
 
1-  الله فهو القدوس وملك القديسين وهو القداسة الفائقة.
 
2-  الإنسان القديس المفرز لله (المختار لله) والملتصق بالمسيح.
 
إذًا القداسة هي فعل الهي في الإنسان ونتيجة لالتصاق الإنسان بالله فهو فعل ونتيجة.
 
 
- ومن ثم ففي القداس نجد أن البدايه عباره عن قداس الكلمة لتقديس المؤمن وتنقيته روحيا والذي يقرأ فيه البولس والكاثوليكون والأبركسيس وكذلك أيضا يقرأ السنكسار (فيه يقال سيره قديس أو شهيد عملا بقول الكتاب المقس "اُذْكُرُوا مُرْشِدِيكُمُ الَّذِينَ كَلَّمُوكُمْ بِكَلِمَةِ اللهِ. انْظُرُوا إِلَى نِهَايَةِ سِيرَتِهِمْ فَتَمَثَّلُوا بِإِيمَانِهِمْ." (عب 13: 7)) ثم يصلي الشعب الثلاث تقديسات, ويقرأ الإنجيل. وكما ذكرنا أن تلك الصلوات والقراءات هي لتقديس المؤمن وتنقيته روحيا, كقول رب المجد "أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ لِسَبَبِ الْكَلاَمِ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ." (يو 15: 3). ثم تصلي أواشي (صلوات) السلام والأباء والإجتماعات, يعقب ذلك الجزء الأول من صلاة الصلح وفيها الكاهن يصلي ويداه عاريتان إشارة إلى حالة البشرية للعُري حتى إتمام الصلح علي الصليب، فبسبب الخطية تعرت البشرية في شخص آدم وحواء وبالتالي أبونا يصلي ويداه عاريتان، لأن الكاهن هنا يمثل البشرية التي عانت من عري الخطية فيذكر حالة البشرية قبل إتمام الصلح، هذا هو الجزء الأول. والجزء الثاني الكاهن يمسك اللفافة المثلثة التي فوق الأبروسفارين procverin وتشير هذه اللفافة إلي الأمور التي يعجز الإنسان عن حلها مثلًا كختم بيلاطس، لذلك رئيس الملائكة ميخائيل هو الذي دحرج الحجر، ولما الكاهن يمسك اللفافة المثلثة تشير إلى الحاجز الذي كان بين الله والبشر ويمثل الخصومة التي كانت بين الله والإنسان، لهذا معلمنا بولس في (2كو 5) يقول: "إن الله كان في المسيح مصالحًا العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم" لهذا قال السيد المسيح: "سلامي أترك لكم" أي المصالحة، "سلامي أعطيكم، ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا".
 
أحيانًا يسمون صلاة الصلح، صلاة التقبيل لأنه يعقبها القبلة المقدسة علامة المصالحة كما في (2كو 6): " أي أن الله كان في المسيح مصالحًا العالم لنفسه، غير حاسب لهم خطاياهم، وواضعًا فينا كلمة المصالحة "أي أنه في السيد المسيح تم الصلح، لهذا قال السيد المسيح لتلاميذه: "سلامي أترك لكم سلامي أعطيكم ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا". وسلام الناس معًا هو ثمرة لسلام الناس مع الله، لذلك الكتاب يقول: "إذا أرضت الرب طرق إنسان جعل أعداءه أيضًا يسالمونه" وهناك وصية لطيفة في (كولوسي 3): "مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَمُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا إِنْ كَانَ لأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ شَكْوَى. كَمَا غَفَرَ لَكُمُ الْمَسِيحُ هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا. وَعَلَى جَمِيعِ هذِهِ الْبَسُوا الْمَحَبَّةَ الَّتِي هِيَ رِبَاطُ الْكَمَالِ.
 
(ملحوظه: لذلك بعد صلاه الصلح يرسم الكهنة بكل رتبهم والشمامسة بكل رتبهم، علي أساس أن الهدف من الخدمة هو خدمة المصالحة.)
 
بعد ذلك يرفع الأبروسفارين وتُسْتَعْلَن الأسرار المقدسة، وهذا الجزء يسمى الأنافورا anavora، وكلمة أنافورا تعني "تقدمة" وهي كلمة يونانية، وليتورجية كلمة يونانية تعني "خدمة عامة".
 
آخر جزء يقال قبل الأنافورا anavora هو رحمة السلام ذبيحة التسبيح، رحمة السلام بمعني المصالحة  التي تمت علي الصليب، وجلبت لنا الرحمة، فالرحمة تمت بالمصالحة وذبيحة التسبيح أي أن تسابيح القداس التي نقدمها من خلال القداس الإلهي ترتفع إلي مستوى الذبيحة، شكر للسيد المسيح الذي قدم نفسه ذبيحة عن خطايانا علي المذبح، نرقي بمستوى الصلاة إلي التسبيح وكأننا نقدم ذبيحة التسبيح مقابل ذبيحة المسيح الذي قدم نفسه ذبيحة حيه عن خطايانا.
 
(ملاحظه: في بداية الأنافورا anavora نسميها بداية انكشاف الأسرار لذلك فكل الموعوظين وكل من لا يريد أن يتناول لأي سبب, فمن المفروض أن يخرج بعد صلاه الصلح، فيجب أن كل من لا يتناول لا يبقي في الكنيسة وتغلق الأبواب لأن بداية انكشاف الأسرار معناها أن هؤلاء هم فقط المستحقين أن يروا هذه الأسرار وليس أي أحد، وتغلق الأبواب علامة عزل الكنيسة عن العالم من حيث الفكر والأسلوب، أي أن الكنيسة ليس لها أسلوب العالم، ولا نسمع إطلاقًا أن العالم يدخل داخل الكنيسة، العالم بكل جوانبه، الموضة والسياسة.. إلخ.)
 
بعد ذلك ندخل إلي صلوات الأنافورا ونبدأ صلوات الإفخارستيا وهي التسبحة السماوية ثم التقديس ثم الأواشي والمجمع ونسميها الكنيسة في المسيح يسوع.
 
التقديس نقسمه إلي ثلاث مراحل:
 
-   التأسيس: "وأخذ خبزًا علي يديه الطاهرتين" (ما حدث في تأسيس السر).
 
- الذكري: "في كل مرة تأكلون من هذا الخبز... وفيما نحن أيضًا نصنع ذكري...".
 
- مرحلة التحول: بحلول الروح القدس.
 
في التسبحة السماوية من أول الأنافورا إلي "وقام من بين الأموات" ثم التأسيس ثم الذكري ثم التحول، ثم الأواشي والمجمع (الكنيسة في المسيح يسوع) ثم القسمة ثم التناول. هذه هي المراحل التي نمر بها في نهاية القداس.
 
أما في مرحله التحول فتبدأ بقول الشماس للشعب "اسجدوا لله بخوف ورعده"، هنا يأتي الخوف والرعدة ليس كثمرة لعدم الاستحقاق أو الإحساس بعدم الرغبة في التواجد لكن لقدسية العبادة ومدي رهبة هذه اللحظات المقدسة، ويصلي الكاهن صلاة جميلة يصليها الكاهن يقول: "نسألك نحن عبيدك غير المستحقين نسجد لك بمسرة صلاحك ليحل روحك القدوس علينا (ويشير إلي نفسه) وعلي هذه القرابين (ويشير إلى الصينية والكأس) الموضوعة ويطهرها وينقلها قدسًا لقديسيه" وبعد ذلك الشماس يقول "ننصت" ويقف الكاهن ويرشم بيده علي شكل ألفا وأوميجا، وبسرعة يرشم 3 رشومات علي الخبز وهو يقول "وهذا الخبز يجعله جسدًا مقدسًا له" ويسجد مره أخري وهو يقول "ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح يعطي غفرانًا للخطايا وحياه أبدية لكل من يتناول منه"، ثم يقف مرة ثانية ويرشم الكأس ثلاث رشومات سريعة وهو يقول "وهذه الكأس أيضًا دمًا كريمًا للعهد الجديد الذي له".
 
ثم يسجد ويقول "ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح يعطي غفرانًا للخطايا وحياه أبدية لكل من يتناول منه"، ويرشم بسرعة وهو يقول "وهذا الخبز يجعله جسدًا" فيسحب يده بسرعة لأنه من غير اللائق أن يرشم الجسد بعد أن تحول، بعد ذلك يرشم الجسد بالدم والدم بالجسد (علامة أن هذا الدم هو لذات الجسد والعكس)، ولا يستطيع بعد ذلك أن يرشم هو بل حتى عندما يقول "إيريني باسي" Iryny paci يسجد لأن الكاهن والشعب يتلقون البركة من السيد المسيح، وفي هذه اللحظات تحولت الأسرار وصار الخبز هو جسد المسيح والخمر هو دم المسيح، فكلمة التقديس معناها تحويل الخبز والخمر إلى جسد المسيح ودمه، والثالوث القدوس واضح وجوده في هذه الجزئية، فالروح القدس يحل ويحول الخبز والخمر إلى جسد المسيح ودمه، والآب هو قابل الذبيحة.

ولهذا أيضا يجب أن نتأكد ان التقديس والتحويل هو يتم بواسطة المسيح ذاته من خلال صوره الكاهن, ولذلك نجد الكاهن يقول في مقدمة القسمة (القداس الغريغوري):-
يا من بارك في ذلك الزمان الآن أيضًا بارك
يا من قدس في ذلك الزمان الآن أيضًا قدس
يا من قسم في ذلك الزمان الآن أيضًا قسم
يا من أعطي تلاميذه القديسين ورسله الأطهار في ذلك الزمان الآن أيضًا يا سيدنا أعطنا وكل شعبك يا ضابط الكل رب إلهنا
 
ثم يأتي الجزء الأخير من القداس وفيه يتم القسمه وإعتراف الكاهن والشماس ومن ثم التوزيع مصحوباً بقراءه المزمور 150 ثم صلاه بعد التناول وإعطاء بركه وصرف الشعب.
 
 
- إذاً وبإختصار شديد نري من خلال ما قدمناه أن فعل القداس هو تقديس (المؤمن) التائب بالقداسات الإلهية وهذا معني قول الكاهن القداسات للقديسين، وتعني أن الناس الذين تقدسوا بالتوبة والاعتراف ونقوا أنفسهم ينالوا القداسات الإلهية. وليس هناك تحضير لأرواح أو أي عمل بشري في التحول السرائري للخبز والخبر فهو عمل إلهي بحت.
 
خصوصا وإننا جميعا نحمل الروح القدس داخلنا في المعموديه ولهذا فنحن لا نريد تحضير أرواحا. وأيضاً نحن لا نقول تعاويذ بل نصلي خشوعاً لنكون مستحقين لشركه الجسد والدم, بل بلأحري لا ننسي قول رب المجد حين قال (إنجيل متى 18: 20) لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسْطِهِمْ». ونحن نؤمن بحضور المسيح وسطنا في القداس الإلهي وبالتالي فهو الذي يعمل السر ويجعلنا مستحقين له من أجل طلباتنا, أي أننا نطلب بخشوع غفرانا لخطايانا وأن نكون مستحقين لشركه الأسرار الإلهيه وليس العكس.
 
 
* هذا كان من جهه القداس, أما من جهه السر ذاته وقدسيته ومكانته حيث أن إعتراض المشكك يحمل بين طياته أيضاً نوع من عدم تصديق السر نفسه حيث يقول هل يؤكل الإله؟
 
أولا في من يعترضون علي السر وعلي إستحاله السر مدعيين أن الخبز والخمر هم مجرد ذكري ولكن ليس تحول أو إستحاله حقيقيه بإدعاء أن الذكري تاريخيه وليست ذكري سرائريه, فنجد من خلال ذات البحث - القداس الإلهي في اللاهوت الطقسي القبطي - الأنبا بنيامين مطران المنوفية يقول:
 
س: ما الذي يثبت أنها ذكري سرائرية وليست ذكري تاريخيه؟
 
ج: الذكري التاريخية تذكر أحداثًا في الماضي، لكن كون أن نذكر شيئًا لم يحدث بعد لا تكون ذكري تاريخيه، ولذلك عندما نقول "ففيما نحن أيضًا نصنع ذكري آلامه المقدسة، وقيامته من الأموات وصعوده إلى السموات وجلوسه عن يمينك أيها الآب" كل هذا حدث وتم فعلًا. أما "ظهوره الثاني من السماء المخوف المملوء مجدًا" لم يحدث بعد، كيف نذكر شيئًا لم يحدث بعد؟ إذًا هي ذكري سرائرية تجمع بين الماضي والحاضر والمستقبل، هي ذكري سرائرية دائمة، نحن أمام ذكري تعيد ليس إلى الذهن ولكن إلى الوجود جسد الرب ودمه بنفس القوة ونفس النتائج التي أخذ بها التلاميذ هذه السرائر من السيد المسيح.
 
ونجد في كتاب - أسرار الكنيسه السبعه – للقديس الأرشيدياكون حبيب جرجس , يقول:
 
إن كلام السيد المسيح له كل المجد يتضمن ثلاث قضايا أساسه إيجابية وهي:
 
الشهاده, والميثاق, والأمر. فالشهاده الصحيحه في سائر الأحكام الشرعيه محكوم بها علي حسب نطقها الصريح. ولا يدخلها المجاز ولا تقبل التأويل.
 
أما الميثاق هو عباره عن عقد بين إثنين فصاعدا. والمواثيق يحكم بمقتضاها في سائر الأحوال الشرعيه علي حسب شروط المتعاقدين ويستحيل إدخال أقوال في شروطها من قبيل المجاز أو أي قول يقبل التأويل. وبحسب هذه القاعده نري المخلص له المجد في كلمات العهد الجديد قرر ميثاقاً أبديا عاقدنا به بقوله ((من لم يأكل جسدي ويشرب دمي فليس له حياة أبدية)) ونظير ذلك قرر ((من لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يعاين ملكوت الله)) ((ومن لم يؤمن يدن)) فإذا كان ميثاق السيد المسيح عن جسده مجازاً تكون كل عهوده ومواثيقه مجتزية لا حقيقه فيها. وهذا ضلال كبير.
 
أما الأمر فشرطه أن يكون صريحاً, خالياً من كل إبهام, غير قابل للتأويل والمجاز, لأنه لو قبل ذلك لتوقف عمله, والأوامر منزهة عن التأويلات.
 
وأكد القديس في كتابه أن السيد المسيح له كل المجد أكد علي حرفية معني ذلك السر وأن تلاميذه فهموه حرفياً أيضاً لهذا قالوا "«إِنَّ هذَا الْكَلاَمَ صَعْبٌ! مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَسْمَعَهُ؟»" (يو 6: 60)
 
ذكر أيضا القديس في كتابه أنه حتي القرن الثامن لم يقم من يقاوم حقيقه هذا السر الأقدس بالرغم من ظهور هرطقات عديده تناولت تعاليم لاهوتيه كثيره ولكنها لم تقاوم ذلك السر. وأن أول من قاوم ذلك السر كان في القرن التاسع ويدعي يوحنا أريجانا الأيرلندي مبتدعاً بأن هذا السر لا يحوي جسد المسيح ودمه حقيقة وأن الأفحارستيا ليست إلا صوره المسيح.
 
وفي هذه الهرطقة عينها وقع برنغارس رئيس مدرسه توروس بفرنسا قي القرن الحادي عشر. وفي القرن الثاني عشركان البطروبروسيون (تلاميذ بولس بريو  بفرنسا) يعلمون تلك الضلالة, أيضا في القرن الثالث عشر وقع أيضا الهراطقة المعروفين بإسم الألبيجنسيين في نفس الضلالة. ثم نشر هذه المزاعم أخيراً يوحنا ويكلف الأنجليزي وزو ينكل وكلفن وتلاميذهم الذين ينكرون حضور الرب يسوع في هذا السر, وأن الخبز والخمر ليسا هما سوي إشاره وصوره ورمزاً ومجازاً لجسد المسيح ودمه.
 
أما أتباع لوثيروس فإنهم يخالفون تلك الأراء ويعتقدون بحقيقة حضور الرب يسوع في سر الشكر, غير أنهم يزعمون أن حضوره هو بواسطة دخوله في الخبز والخمر اللذين يلبثان غير متغيرين ولا مستحيلين. ولكن الكنيسة الأرثوذكسية تنكر وترفض كل هذه الأراء والمزاعم من أساسها.
 
 
ونعود الأن ونذكركم أن السيد المسيح من خلال معجزه عرس قان الجليل قام بتحويل الماء الي خمر أي تحويل طبيعه الي طبيعه أخري بطريقه سريه. مما لا يمنع أن يغير طبيعه الخبز والخمر الي جسد ودم مع الإحتفاظ بمنظورهم المرئي الحسي حتي نتقبله نحن البشر حسب ضعف بشريتنا.

وكلمه إفخارستيا في اليوناني ευχαριστια تعني الشكر, وتنطق ايوخارستيا او ايوخارستاس, والكلمه ذكرت في تعاليم التلاميذ للتعبير عن الشكر لتحول الخبز وعصير الكرمه الي جسد حقيقي ودم حقيقي بسر عمل الله.
 
وكلمه جسد في اليوناني σῶμα وتنطق سوما,  و تعني جسد (لحم) او طبيعه حقيقية.
 
وكلمه دم في اليونانيه αἷμα وتنطق إيما, وتعني دم حقيقي مسفوك.
 
وكله حق في اليونانيه ἀληθῶς وتنطق أليثوس, وتعني حق أي تعبر عن الحقيقه. وإستخدمت في القيامه لحقيقه القيامه وليس لرمزيه القيامه.
 
وبحسب الأناجيل الأربعه وشهاده بولس الرسول في رسالته الي أهل كورنثوس والتي أخذنا منها نص القداس في الإفخارستيا:-
 
من إنجيل متي البشير والإصحاح 26
 
26 وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ أَخَذَ يَسُوعُ الْخُبْزَ، وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى التَّلاَمِيذَ وَقَالَ: «خُذُوا كُلُوا. هذَا هُوَ جَسَدِي». 27 وَأَخَذَ الْكَأْسَ وَشَكَرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلًا: «اشْرَبُوا مِنْهَا كُلُّكُمْ،
 
28 لأَنَّ هذَا هُوَ دَمِي الَّذِي لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ الَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا.
 
من إنجيل مرقس البشير والإصحاح 14
 
22 وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ، أَخَذَ يَسُوعُ خُبْزًا وَبَارَكَ وَكَسَّرَ، وَأَعْطَاهُمْ وَقَالَ: «خُذُوا كُلُوا، هذَا هُوَ جَسَدِي». 23 ثُمَّ أَخَذَ الْكَأْسَ وَشَكَرَ وَأَعْطَاهُمْ، فَشَرِبُوا مِنْهَا كُلُّهُمْ.
 
24 وَقَالَ لَهُمْ: «هذَا هُوَ دَمِي الَّذِي لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ، الَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ.
 
من إنجيل لوقا البشير والإصحاح 22
 
19 وَأَخَذَ خُبْزًا وَشَكَرَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلًا: «هذَا هُوَ جَسَدِي الَّذِي يُبْذَلُ عَنْكُمْ. اِصْنَعُوا هذَا لِذِكْرِي». 20 وَكَذلِكَ الْكَأْسَ أَيْضًا بَعْدَ الْعَشَاءِ قَائِلًا: «هذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِي الَّذِي يُسْفَكُ عَنْكُمْ.
 
من إنجيل يوحنا البشير والإصحاح 6
 
53 فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَأْكُلُوا جَسَدَ ابْنِ الإِنْسَانِ وَتَشْرَبُوا دَمَهُ، فَلَيْسَ لَكُمْ حَيَاةٌ فِيكُمْ. 54 مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ، 55 لأَنَّ جَسَدِي مَأْكَلٌ حَقٌ وَدَمِي مَشْرَبٌ حَقٌ. 56 مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ. 57 كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ الْحَيُّ، وَأَنَا حَيٌّ بِالآبِ، فَمَنْ يَأْكُلْنِي فَهُوَ يَحْيَا بِي.
 
58 هذَا هُوَ الْخُبْزُ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ. لَيْسَ كَمَا أَكَلَ آبَاؤُكُمُ الْمَنَّ وَمَاتُوا. مَنْ يَأْكُلْ هذَا الْخُبْزَ فَإِنَّهُ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ».
 
رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 11
 
23 لأَنَّنِي تَسَلَّمْتُ مِنَ الرَّبِّ مَا سَلَّمْتُكُمْ أَيْضًا: إِنَّ الرَّبَّ يَسُوعَ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي أُسْلِمَ فِيهَا، أَخَذَ خُبْزًا 24 وَشَكَرَ فَكَسَّرَ، وَقَالَ: «خُذُوا كُلُوا هذَا هُوَ جَسَدِي الْمَكْسُورُ لأَجْلِكُمُ. اصْنَعُوا هذَا لِذِكْرِي». 25 كَذلِكَ الْكَأْسَ أَيْضًا بَعْدَمَا تَعَشَّوْا، قَائِلًا: «هذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِي. اصْنَعُوا هذَا كُلَّمَا شَرِبْتُمْ لِذِكْرِي». 26 فَإِنَّكُمْ كُلَّمَا أَكَلْتُمْ هذَا الْخُبْزَ وَشَرِبْتُمْ هذِهِ الْكَأْسَ، تُخْبِرُونَ بِمَوْتِ الرَّبِّ إِلَى أَنْ يَجِيءَ. 27 إِذًا أَيُّ مَنْ أَكَلَ هذَا الْخُبْزَ، أَوْ شَرِبَ كَأْسَ الرَّبِّ، بِدُونِ اسْتِحْقَاق، يَكُونُ مُجْرِمًا فِي جَسَدِ الرَّبِّ وَدَمِهِ. 28 وَلكِنْ لِيَمْتَحِنِ الإِنْسَانُ نَفْسَهُ، وَهكَذَا يَأْكُلُ مِنَ الْخُبْزِ وَيَشْرَبُ مِنَ الْكَأْسِ. 29 لأَنَّ الَّذِي يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ بِدُونِ اسْتِحْقَاق يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ دَيْنُونَةً لِنَفْسِهِ، غَيْرَ مُمَيِّزٍ جَسَدَ الرَّبِّ. 30 مِنْ أَجْلِ هذَا فِيكُمْ كَثِيرُونَ ضُعَفَاءُ وَمَرْضَى، وَكَثِيرُونَ يَرْقُدُونَ. 31 لأَنَّنَا لَوْ كُنَّا حَكَمْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا لَمَا حُكِمَ عَلَيْنَا.
 
من تلك النصوص يتضح لنا في المقام الأول أن هذا السر أسسه السيد المسيح له كل كرامه ومجد بنفسه, وبالتالي هو شهد عن ذلك السر العظيم الذي به نثبت في المسيح كجسده ونغتسل ونتطهر بدمه من خطايانا وأثرها علينا.
 
ونري القديس يوحنا يؤكد علي أن دم المسيح يمنحنا غفرانناً للخطايا
 
(رسالة يوحنا الرسول الأولى 1: 7) وَلكِنْ إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَا هُوَ فِي النُّورِ، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ، وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ.
 
وأكده وشرحه تفصيلا في الإصحاح الخامس من نفس الرساله:-
4 لأَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ يَغْلِبُ الْعَالَمَ. وَهذِهِ هِيَ الْغَلَبَةُ الَّتِي تَغْلِبُ الْعَالَمَ: إِيمَانُنَا. 5 مَنْ هُوَ الَّذِي يَغْلِبُ الْعَالَمَ، إِلاَّ الَّذِي يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ابْنُ اللهِ؟ 6 هذَا هُوَ الَّذِي أَتَى بِمَاءٍ وَدَمٍ، يَسُوعُ الْمَسِيحُ. لاَ بِالْمَاءِ فَقَطْ، بَلْ بِالْمَاءِ وَالدَّمِ. وَالرُّوحُ هُوَ الَّذِي يَشْهَدُ، لأَنَّ الرُّوحَ هُوَ الْحَقُّ. 7 فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ. 8 وَالَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي الأَرْضِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الرُّوحُ، وَالْمَاءُ، وَالدَّمُ. وَالثَّلاَثَةُ هُمْ فِي الْوَاحِدِ.
 
فالانسان المسيحي حسب ذلك النص:-
 
-        ولد من الله في المعموديه وهذا هو الماء.
 
-        حل عليه الروح القدس سواء بوضع الايدي او بمسحة الروح القدس بزيت المسحه (الميرون).
 
-        تناول من جسد الرب ودمه فيشهد لله ويقبل الله ويتحد به.
 
وبعض اليهود رفضوا لتمسكهم بالناموس الحرفي الذي يقول ان شرب دم الحيوانات ممنوع وهذا من خلال:-
 
(سفر التكوين 9: 3-4) "كُلُّ دَابَّةٍ حَيَّةٍ تَكُونُ لَكُمْ طَعَامًا. كَالْعُشْبِ الأَخْضَرِ دَفَعْتُ إِلَيْكُمُ الْجَمِيعَ. غَيْرَ أَنَّ لَحْمًا بِحَيَاتِهِ، دَمِهِ، لاَ تَأْكُلُوهُ."
 
"لكِنِ احْتَرِزْ أَنْ لاَ تَأْكُلَ الدَّمَ، لأَنَّ الدَّمَ هُوَ النَّفْسُ. فَلاَ تَأْكُلِ النَّفْسَ مَعَ اللَّحْمِ." (تث 12: 23)
 
فطبيعة الحيوان ونفس الحيوان في دم الحيوان من يشرب من دم الحيوان كمن يعلن اشتراكه في طبيعته الحيوانية وبهذا يعلن انه يشترك مع الحيوان في طبيعته الميته الزائلة, ولكن دم المسيح يختلف فدم المسيح هو نفس المسيح وطبيعته السماوية المحيية, فمن يتناول من دم المسيح في سر الافخارستيا هو يعلن انه يشترك في جسد المسيح, وحياة المسيح الابدية تنتقل الي من يشربه بايمان انه دم حقيقي. فالمسيح هو الوحيد المسموح لنا بان نشرب دمه لنشترك معه في الحياة الأبدية.
 
"فَإِنَّكُمْ كُلَّمَا أَكَلْتُمْ هذَا الْخُبْزَ وَشَرِبْتُمْ هذِهِ الْكَأْسَ، تُخْبِرُونَ بِمَوْتِ الرَّبِّ إِلَى أَنْ يَجِيءَ." (1 كو 11: 26)
 
تعبير كُلَّمَا أَكَلْتُمْ يؤكد استمراريته وأنه ليس فقط حدث الماضي بل مستمر الي مجئ الرب ثانيه. وفيه إعتراف وتبشير بموت الرب وقيامته وان جسد الرب الحقيقي ودمه الحقيقي متاح لكل من يريد ان يكون عضو في جسد المسيح ونخبر بانه لغفران الخطايا وحياة ابديه لمن يتناول منه كمن اشترك مره بالمعموديه في الموت والقيامه مع المسيح ويشترك بالتناول في تطهير جسده باستمرار من كل خطيه بالتناول من جسد المسيح ودمه الذي يطهر من كل خطيه.
فكيف يجعلنا الرمز أعضاء في جسد المسيح بل ويطهرنا من كل إثم؟ أيضاً الأعتراف بموت وقيامه المسيح لا تجوز مع رمز وإلا فإن المسيح لم يقم (حاشا).
وإذا كانت ذبائح العهد القديم هي رمز لذبيحه المسيح, فقد جاء المسيح وصنع خلاصنا وأعطانا جسده ودمه, فكيف يكون هو أيضا رمزا؟ والي ماذا يرمز؟

"إِذًا أَيُّ مَنْ أَكَلَ هذَا الْخُبْزَ، أَوْ شَرِبَ كَأْسَ الرَّبِّ، بِدُونِ اسْتِحْقَاق، يَكُونُ مُجْرِمًا فِي جَسَدِ الرَّبِّ وَدَمِهِ." (1 كو 11: 27)
 
أي جرم هذا الذي يكون علي رمز؟ كما أن النص واضح أن التناول من الخبز والخمر بغير إستحاق ( أي لشخص يعيش حياة الخطيه أو لا يؤمن بأن الجسد حقيقي وكذا الدم أيضاً) يكون مجرما في جسد الرب ودمه وليس مجرماً في الخبز والخمر, مما يؤكد التحول الحقيقي وليس رمزاً.
 
"لأَنَّ الَّذِي يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ بِدُونِ اسْتِحْقَاق يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ دَيْنُونَةً لِنَفْسِهِ، غَيْرَ مُمَيِّزٍ جَسَدَ الرَّبِّ." (1 كو 11: 29)
 
أكد هنا أيضا القديس بولس أن عدم الإستحقاق هو دينونه لأان الغير مستحق هو غير مميز لجسد الرب ودمه. فأي دينونه تلك التي تأتي كعقوبه لرمز؟
 
يقول القديس يوحنا الذهبي الفم :- من يتقدم إلى مائدة الرب باستهتار ليس بأفضل من غير المؤمن[809].
 
 
- ونؤكد للمشكك أننا لا نستطيع تحضير الإله كما يزعم في شبهته. فقد قال القديس بولس أيضا في رسالته الأولي الي أهل كورنثوس "أَمْ نُغِيرُ الرَّبَّ؟ أَلَعَلَّنَا أَقْوَى مِنْهُ؟" (1 كو 10: 22) فالله أعطانا سلطان علي كل الخليقه وليس علي ذاته فهو ملك الملوك ورب الأرباب.
 
وكما أكد لنا الوحي المقدس أن كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم (2تى 3: 16) والحق الكتابي يفرض أن يؤخذ التعليم من كل الكتاب ولا يجوز أن نأخذ التعليم من جزء مستقطع من آية واحدة فقط.
 
وأقوال الأباء في القرون الأولي لا حصر لها بخصوص قوه السر وفاعليته وحقيقته, ولكن يكفي  ما سردناه من أقوال السيد المسيح له كل المجد بخصوص هذا السر العظيم.
 
 
ومن خلال ذلك أختم  بقول الرسول بولس بالوحي المقدس في رسالته الثانيه الي أهل كورنثوس  والإصحاح 13
 
"5 جَرِّبُوا أَنْفُسَكُمْ، هَلْ أَنْتُمْ فِي الإِيمَانِ؟ امْتَحِنُوا أَنْفُسَكُمْ. أَمْ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَ أَنْفُسَكُمْ، أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ فِيكُمْ، إِنْ لَمْ تَكُونُوا مَرْفُوضِينَ؟ 6 لكِنَّنِي أَرْجُو أَنَّكُمْ سَتَعْرِفُونَ أَنَّنَا نَحْنُ لَسْنَا مَرْفُوضِينَ. 7 وَأُصَلِّي إِلَى اللهِ أَنَّكُمْ لاَ تَعْمَلُونَ شَيْئًا رَدِيًّا، لَيْسَ لِكَيْ نَظْهَرَ نَحْنُ مُزَكَّيْنَ، بَلْ لِكَيْ تَصْنَعُوا أَنْتُمْ حَسَنًا، وَنَكُونَ نَحْنُ كَأَنَّنَا مَرْفُوضُونَ."


ولإلهنا المجد الدائم. آمين


Copy Rights © 2022 INT. apologetics.metri.co.uk. All Right Reserved
العودة إلى المحتوى