بدعة إنكار الثمن في الفداء

فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْلُكُونَ بِالتَّدْقِيقِ، لاَ كَجُهَلاَءَ بَلْ كَحُكَمَاءَ، مُفْتَدِينَ الْوَقْتَ لأَنَّ الأَيَّامَ شِرِّيرَةٌ." (أف 5: 15-16)
الذهاب إلى المحتوى

بدعة إنكار الثمن في الفداء

COPTiC APOLOGETiCS
تم النشر بواسطة أغنسطس/ مايكل متري في العقيده المسيحيه · الأحد 29 سبتمبر 2024 ·  5:15
بدعة أخري تطرق لها الكاتب في كتابه [قصد الدهور – مفهوم الخلاص بكونه إتحاداً بين الله والبشرية] عن الفداء الذي قدمه رب المجد يسوع المسيح لخلاصنا وعتقنا من سلطان الموت.
 
 
فيشرح الكاتب في ص51 المعني للفدية في العهد القديم أنه التعويض المناسب الذي يُدفع عوضاً عن عقوبه أخري.
 
ولكنه يكتب في نفس الصفحه: {ولكن هذه الفكرة لم ترد في العهد الجديد رغم وجود نص مثل " لأَنَّكُمْ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ." (1كو 6: 20 ؛ 1كو 7: 22)}

 
 
 
وهنا نري تناقد التفسير العقيدي ؛ فبالرغم من النصوص الكتابية الواضحة والتي يسترشد الكاتب بها ، إلا أنه ينكرها بمنتهي الجرأة وكأنها لم تكن.

 
 
وهذا للأسف يحمل في طياته مزيج من البدع ؛ منها الطعن في كلمة الوحي المقدس بالرغم من شهاده الكتاب المقدس لنفسة "كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ،" (2 تي 3: 16).
 
 
أيضا أستهانه الكاتب بالدم الكريم وقيمة الفداء الذي صنعه رب المجد "عَالِمِينَ أَنَّكُمُ افْتُدِيتُمْ لاَ بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، مِنْ سِيرَتِكُمُ الْبَاطِلَةِ الَّتِي تَقَلَّدْتُمُوهَا مِنَ الآبَاءِ، بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَل بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ،" (1 بط 1: 18-19).

 
وكما يقول القديس أمبروسيوس: [صليب الرب هو حكمتي! موت الرب هو خلاصي! لأننا نخلص بدمه الثمين كقول الرسول بطرس.] (On the Christian Faith 3: 5)
 
 

ونجد من الكتاب المقدس وبالأخص في العهد الجديد في مواضع عدة أن السيد المسيح له المجد قد إشترانا بدمة:
 
"لأَنَّكُمْ قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ. فَمَجِّدُوا اللهَ فِي أَجْسَادِكُمْ وَفِي أَرْوَاحِكُمُ الَّتِي هِيِ للهِ." (1 كو 6: 20).
 
"قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ، فَلاَ تَصِيرُوا عَبِيدًا لِلنَّاسِ." (1 كو 7: 23).
 
"إِذْ مَحَا الصَّكَّ الَّذِي عَلَيْنَا فِي الْفَرَائِضِ، الَّذِي كَانَ ضِدًّا لَنَا، وَقَدْ رَفَعَهُ مِنَ الْوَسَطِ مُسَمِّرًا إِيَّاهُ بِالصَّلِيبِ،" (كو 2: 14).
 
" وَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يَتَعَلَّمَ التَّرْنِيمَةَ إِّلاَّ الْمِئَةُ وَالأَرْبَعَةُ وَالأَرْبَعُونَ أَلْفًا الَّذِينَ اشْتُرُوا مِنَ الأَرْضِ......... هؤُلاَءِ اشْتُرُوا مِنْ بَيْنِ النَّاسِ بَاكُورَةً للهِ وَلِلْخَرُوفِ." (رؤ 14: 3، 4).

 
وغيرها العديد والعديد من المواضع التي ذُكرت بالوحي المقدس، ولكن هؤلاء (أصحاب البدع) ينكرونها مجدفين علي إسم الرب لسبب إنحراف إيمانهم عن طريق الحق.

 
 
ونجد في تعليمهم المضل أنهم يخدعون البسطاء ببعض أسئلة ليضلوا المختارين منهم أن أمكن.
 
مثل: مَنْ المشتري؟ ومن البائِع؟ ومن الذي قبض الثمن؟ وكل هذا حتي يخضع البسطاء لفكرهم المضل الذي تبنوه من معلمين أنكروا العدل الإلهي ليميتوا ضمائرهم من أسباب إنشقاقهم وإنحرافهم بعيداً عن طريق التعليم المستقيم الذي سلمته لنا الكنيسة الأولي عن طريق التلاميذ الإثني عشر وخلفاءهم من الأباء الرسل الذين ضحوا بأرواحهم للحفاظ علي سلامة هذا الإيمان.

 
"لأَنَّهُ سَيَكُونُ وَقْتٌ لاَ يَحْتَمِلُونَ فِيهِ التَّعْلِيمَ الصَّحِيحَ، بَلْ حَسَبَ شَهَوَاتِهِمُ الْخَاصَّةِ يَجْمَعُونَ لَهُمْ مُعَلِّمِينَ مُسْتَحِكَّةً مَسَامِعُهُمْ،" (2 تي 4: 3).
 

ولكن نرد علي أسئلتهم الخادعه تلك من خلال أقوال أبائنا القديسين.

 
 
فيقول القديس جيروم عن عباره "أشتريتم بثمن": أي ثمن أعظم من أن يسفك الخالق دمه من أجل المخلوق؟! (Homilies 29 Fathers of Church 48:220.)

 
 
ويقول القديس باسيليوس الكبير: ثمن الإنسان هو دم المسيح. فقد قيل: "قد اشتريتم بثمنٍ، فلا تكونوا عبيدًا للناس" تحاول قوات الشرير أن تجعل هذا الثمن بلا نفع بالنسبة لنا. يحاولون أن يعودوا بنا إلى العبودية حتى بعدما تحررنا.
 
(Homilies 21 Fathers of Church 46:344-345)

 
 
ويقول القديس أمبروسيوس: لأنه هكذا مكتوب ، أنه غفر للجميع "كل زلاتهم"، ممزقًا صك الخطايا الذي كان ضدنا ، لماذا؟ إذن ، نقيد الآخرين ونشتهي أن يوفوا لنا الديون التي لنا ، بينما ننعم نحن بالصفح وغفران الخطايا؟ إن الذي غفر للجميع ، يطلب من الكل أن يتذكر كل عقل أنه قد غُفِر له وأن يَغَفِر هو أيضًا للآخرين. (Letters, 41:8.)
 
 

وأخيرا يشرح لنا مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث في كتابه بدع حديثة:
 
-        المشتري = طبيعي أن المشتري هو ربنا يسوع المسيح الذي اشترانا بدمه.
 
-        الثمن = واضح أنه دم السيد المسيح له كل مجد وكرامة.
 
-        البائع = إن الإنسان هو الذي باع نفسه للموت، بسبب خطاياه.
 
-        من الذي قبض الثمن = لقد دفع المسيح دمه لأجلنا، لأجل خلاصنا وفدائنا، لأجل تبريرنا وتقديسنا، لأجل وفاء الدين الذي علينا

 
 
أي أن الثمن هو ثمن لإستيفاء العدل الإلهي حيث أن "أجرة الخطية هي موت".
 
بمعني أن الثمن ليس نقوداً تدفع لشخص؛ بل دم يسفك عوضا، ونفس تموت عن نفس.


 
الخلاصة: أنه لا يجب أن ننخدع بكلمات براقه في ظاهرها ولكنها تحمل سما في طياتها، فلا يجب أن ننكر أيات وعبارات واضحة كالشمس في الكتاب المقدس ، ولا يجوز أن نستبدل كلمات الوحي المقدس بمعاني لم ترد في الكتاب ولا تسلمناها من الأباء الرسل.

 
 
فالله كلي المحبة، وهو أيضا كلي العدل؛ فإذا كانت خطيتنا قد جلبت علينا حكم الموت، فكانت محبة الله الآب لنا هي سبب خلاصنا ولكن بإستيفاءالعدل الإلهي بدم يسوع المسيح الثمين "لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ." (يو 3: 16).

 
 
أما عن رفض مدعي الإستناره لإستيفاء العدل الإلهي ودفع الثمن عوضاً عن حياة العالم ، فإنما يوحي بالإستهانه بتدبير الخلاص الأزلي ، وأنه كان من الأسهل أن لا يموت السيد المسيح عوضاً عن حياة العالم.
 
 
كما أنه إذا كانت فكره الثمن (الدية) هي فكره العهد القديم وليست في فكر العهد الجديد كما يتدعي الكاتب، فهذا يعني أن الله تغيَّر بين العهدين بالرغم من أن رب المجد أعلن بذاته "«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ." (مت 5: 17).


 
 
 
"وَلكِنْ، كَانَ أَيْضًا فِي الشَّعْبِ أَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ، كَمَا سَيَكُونُ فِيكُمْ أَيْضًا مُعَلِّمُونَ كَذَبَةٌ، الَّذِينَ يَدُسُّونَ بِدَعَ هَلاَكٍ. وَإِذْ هُمْ يُنْكِرُونَ الرَّبَّ الَّذِي اشْتَرَاهُمْ، يَجْلِبُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ هَلاَكًا سَرِيعًا. وَسَيَتْبَعُ كَثِيرُونَ تَهْلُكَاتِهِمْ. الَّذِينَ بِسَبَبِهِمْ يُجَدَّفُ عَلَى طَرِيقِ الْحَقِّ. وَهُمْ فِي الطَّمَعِ يَتَّجِرُونَ بِكُمْ بِأَقْوَال مُصَنَّعَةٍ، الَّذِينَ دَيْنُونَتُهُمْ مُنْذُ الْقَدِيمِ لاَ تَتَوَانَى، وَهَلاَكُهُمْ لاَ يَنْعَسُ." (2 بط 2: 1-3).


Copy Rights © 2022 INT. apologetics.metri.co.uk. All Right Reserved
العودة إلى المحتوى