بدعة كلنا واحد في المسيح

فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْلُكُونَ بِالتَّدْقِيقِ، لاَ كَجُهَلاَءَ بَلْ كَحُكَمَاءَ، مُفْتَدِينَ الْوَقْتَ لأَنَّ الأَيَّامَ شِرِّيرَةٌ." (أف 5: 15-16)
الذهاب إلى المحتوى

بدعة كلنا واحد في المسيح

COPTiC APOLOGETiCS
تم النشر بواسطة أغنسطس/ مايكل متري في العقيده المسيحيه · السبت 13 يوليو 2024 ·  11:00

يطالعنا مدعي الأستنارة في هجوم مستميت علي الكنيسة الأرثوذكسية بقولهم "كلنا واحد في المسيح" , بل ويزيدون علي ذلك مقولات أخري منها "المسيح لم يكن أرثوذكسي ولا كاثوليكي ولا....... إلخ" ومن ثم يدينون الكنيسة الأرثوذكسية بعدم المحبة للآخر.
 
 
وللرد علي ذلك الهجوم لابد أن نعي من تلك الأقاويل مدي خطورة ما تحمله من معاني ومخالفات للعقيدة المسيحيه, والتي سيكون الفيصل والحكم هنا هو الكتاب المقدس.
 
 
ولنبدأ بتبسيط علي أن الكنيسة الأرثوذكسية تحب الجميع حتي الأعداء كوصية السيد المسيح  "وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ،" (مت 5: 44).
 
 
ولكن تلك المحبة لا تعني أن أمارس طقوسك وعبادتك كحسب فكرك. فعلي سبيل المثال نحن نحب الملحد لشخصة , ولكن لاننكر وجود الله مثلما يؤمن هو. وبنفس المنهج أحب البوذي واليهودي والمسلم و...........إلخ.
 
فكيف لا أحبك وأنت تؤمن بالسيد المسيح أنه الله الظاهر في الجسد؟!.
 
 
من ناحية أخري أحب أن أوضح مفهوم في غاية الأهمية عن معني الأرثوذكسية بأنها ليست طائفة دينية, بل هي المنهج المسيحي للطريق الي الحياة الأبدية ؛ حيث أن المسيحية ليست ديانة لأننا لا نؤمن بدين وإنما نؤمن بشخص السيد المسيح له كل المجد والكرامة "وَدُعِيَ التَّلاَمِيذُ «مَسِيحِيِّينَ» فِي أَنْطَاكِيَةَ أَوَّلًا." (أع 11: 26), بل هي حياة وعلاقة يعيشها الإنسان المؤمن مع الرب الإله والتي أعلن عنها رب المجد يسوع المسيح بفمة الطاهر "...أتيت لتكون لهم حياة، ويكون لهم أفضل" (يو10:10) وقال أيضا "أنا هو القيامة والحياة" (يو25:11) وأيضا "أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ." (يو 14: 6).

 
وقيل عنه بحسب القديس يوحنا الحبيب "فيه كانت الحياة" (يو4:1)

 
وأكد لنا القديس بولس بالوحي المقدس ذلك الإعلان قائلا "اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيمًا، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُق كَثِيرَةٍ، كَلَّمَنَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ، الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثًا لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضًا عَمِلَ الْعَالَمِينَ، الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيرًا لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي،" (عب 1: 1-3).
 
 
ولكن يأتي هنا السؤال المهم, كيف ننال ونعيش تلك الحياة؟
 
وسنجد الجميع سيجيب أن الإيمان بالسيد المسيح فاديا ومخلص هو الطريق الي الحياة "الَّذِي يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللهِ»." (يو 3: 36)
 
 
وهنا نقف لنسأل: هل ذلك الإيمان فقط يكفي؟؟؟
 
فقد قال الرب لملاك كنيسة ساردس في سفر الرؤيا " أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ، إن لك اسمًا أنك حي، وأنت ميت" (رؤ1:3) , وقال رب المجد أيضا "«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ." (مت 7: 21)
 
 
فنفهم مما سبق أن الأيمان وحدة قد يكون غير كافي حيث تنقصة الأعمال التي ذكرها رب المجد والكتاب المقدس حتي تكون الحياة حقيقية وليست إسمية.
 
وتلك الأعمال هي الطريق الحقيقي للوصول الي شجرة الحياة التي في منتصف فردوس الله "مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ الرُّوحُ لِلْكَنَائِسِ. مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ الَّتِي فِي وَسَطِ فِرْدَوْسِ اللهِ»." (رؤ 2: 7).

 
فكيف إذا أعرف الطريق؟!  سأجيبك بإختصار أن الطريق هو السيد المسيح "أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي." (يو 14: 6)
 
والسعي لنكون مشابهين لصوره السيد المسيح الإبن الوحيد "لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ، لِيَكُونَ هُوَ بِكْرًا بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ." (رو 8: 29)
 
وأوصانا الوحي المقدس بفم السيده العذراء كل حين والدة الإله "«مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ»." (يو 2: 5).
 
 
وسنقف هنا حتي لا نتشتت عن الموضوع الأصلي , وسنترك الأعمال جانبا , ونتمسك بالإيمان حتي نكون مشتركين معا علي قاعدة أساسية واحدة تعرفنا هل الكل واحد في المسيح؟
 
 
يعلمنا الكتاب المقدس "رَبٌّ وَاحِدٌ، إِيمَانٌ وَاحِدٌ، مَعْمُودِيَّةٌ وَاحِدَةٌ،" (أف 4: 5)
 
وعمل الكنيسة الأول هو تقديم الإيمان الحق . ويقول في هذا القديس أيريناؤس: [الكنيسة الأولى الجامعة هي وحدها تعمل في وحدة الإيمان الواحد.] (Adv. Haer 3: 3: 1)
 
 
"إِلَى أَنْ نَنْتَهِيَ جَمِيعُنَا إِلَى وَحْدَانِيَّةِ الإِيمَانِ وَمَعْرِفَةِ ابْنِ اللهِ. إِلَى إِنْسَانٍ كَامِل. إِلَى قِيَاسِ قَامَةِ مِلْءِ الْمَسِيحِ." (أف 4: 13)
 
وَحْدَانِيَّةِ الإِيمَانِ كما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [بمعنى إلى أن نُظهر أن لنا جميعنا الإيمان الواحد، حينما نكون كلنا واحدًا، ونكون كلنا متشابهين في معرفة الرباط المشترك. هكذا يليق بك أن تتعب عاملًا بهذا الهدف. فإن قبلت الموهبة بهذا الهدف أي بنيان الغير، فإنك لن تتوقف عن العمل إن حسدك الآخرون. لقد كرمك الله، وسامك لكي تبني غيرك. نعم بهذا الهدف كان الرسول منشغلًا، وبذات الهدف كان النبي يتنبأ ويعمل والإنجيلي يكرس بالإنجيل والراعي والمعلم يعملان، الكل يتعهد عملًا مشتركًا واحدًا. الآن إذ نؤمن كلنا إيمانًا متشابهًا توجد وحدانية، ويتحقق "الإِنْسَانٍ الكَامِلٍ".] (In Eph. hom 11)
 
 
وكما ذكرت أعلاه أن الأرثوذكسية هي المنهج والطريق في الرب يسوع المسيح , فأيمانها قد أعلنه السيد المسيح نفسه وسلمه من بعدة الأباء القديسين الي ذلك اليوم , والأمثله كثيرة:
 
أولا: بالنسبه لسر المعموديه وحسب قول رب المجد يسوع المسيح " الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ." (يو 3: 5)
 
إذا المعموديه ولاده من الماء والروح , وعمل الروح القدس فيها هو عمل سرائري "رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي لاَ يَسْتَطِيعُ الْعَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ، لأَنَّهُ لاَ يَرَاهُ وَلاَ يَعْرِفُهُ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ لأَنَّهُ مَاكِثٌ مَعَكُمْ وَيَكُونُ فِيكُمْ." (يو 14: 17)
 
فهل كل الفئات المسيحية تؤمن أنه عمل سرائري؟! وهل كلهم يعمدون بالتغطيس؟ بل وهل كلهم يعمدون أصلا؟ أم منهم من يدعي أن المعمودية هي مجرد إعلان قبول الإيمان بالرب يسوع المسيح.
 
 يقول القديس كبريانوس اللاهوتي أسقف قرطاجنة: [بالرغم من أنه لا توجد معمودية أخرى، إذ هي معمودية واحدة، لكنهم يظنون أنهم قادرون على التعميد. لقد هجروا ينبوع الحياة ومع ذلك يعدون بتقديم نعمة المياه الحيّة المخلّصة. فالناس عندهم لا يغتسلون (من الخطية) إنما يتجمعون معًا. مثل هذا المولد (المعمودية) لا ينجب أولادًا لله بل للشيطان، فإن ولادتهم باطلة وقبولهم للمواعيد ليس حقًا]. (Unity of the Church, 11)
و يقول أيضًا: [مرة أخرى يحذر الكتاب المقدس قائلًا: تحفظ من المياه الغريبة ولا تشرب من ينبوع ماء غريب (أم 9: 19 الترجمة السبعينية)... كيف يقدر من هو خارج الكنيسة وغير قادرٍ على نزع خطاياه الخاصة أن يعمد غيره ويهبه غفران خطاياه؟!].
(Ep 69: 1 (Oxford 70: 1))

- فكيف إذا نكون في وحدانية الإيمان وواحد في المسيح؟!!!
 
 
ثانيا: سر الإفخارستيا (سر الشكر) وتؤمن الأرثوذكسية أن هذا هو السر العظيم الذي للتقوى "عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد" (1تي 3: 16) وقد أكد السيد المسيح بنفسة علي أن هذا السر هو جسده الحقيقي ودمه الحقيقي؛ يعطي لمغفرة الخطايا والحياة الأبديه
 
"فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَأْكُلُوا جَسَدَ ابْنِ الإِنْسَانِ وَتَشْرَبُوا دَمَهُ، فَلَيْسَ لَكُمْ حَيَاةٌ فِيكُمْ. مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ، أَنَّ جَسَدِي مَأْكَلٌ حَقٌ وَدَمِي مَشْرَبٌ حَقٌ. مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ. كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ الْحَيُّ، وَأَنَا حَيٌّ بِالآبِ، فَمَنْ يَأْكُلْنِي فَهُوَ يَحْيَا بِي." (يو 6: 53-55)
 
ويقول القديس بولس الرسول "أقول كما للحكماء، احكموا أنتم في ما أقول كأس البركة التي نباركها أليست هي شركة دم المسيح" (1كو10: 15، 16)
 
"إِذًا أَيُّ مَنْ أَكَلَ هذَا الْخُبْزَ، أَوْ شَرِبَ كَأْسَ الرَّبِّ، بِدُونِ اسْتِحْقَاق، يَكُونُ مُجْرِمًا فِي جَسَدِ الرَّبِّ وَدَمِهِ. وَلكِنْ لِيَمْتَحِنِ الإِنْسَانُ نَفْسَهُ، وَهكَذَا يَأْكُلُ مِنَ الْخُبْزِ وَيَشْرَبُ مِنَ الْكَأْسِ. لأَنَّ الَّذِي يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ بِدُونِ اسْتِحْقَاق يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ دَيْنُونَةً لِنَفْسِهِ، غَيْرَ مُمَيِّزٍ جَسَدَ الرَّبِّ." (1 كو11: 27-29)
 
وأكرر هل كل الفئات المسيحية تؤمن أنه عمل سرائري؟ هل جميعهم يؤمنون أنه ذبيحة حقيقية (جسد حقيقي ودم حقيقي)؟ أم أن بعضهم يؤمن أنه مجرد ذكري والبعض الآخر يؤمن أنه رمز وأخرون يقولون أن ذبيحة المسيح لا تتكرر؟
 
 
يقول رب المجد "هذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِي الَّذِي يُسْفَكُ عَنْكُمْ." (لو 22: 20) ولهذا نوضح أن كل من يعتبر الكأس هو مجرد رمز فهو لم يدخل قط الي العهد الجديد بدم السيد المسيح.
 
 
ويقول القديس يوحنا ذهبي الفم { ألسنا نحن نقدم كل يوم قرابين؟ نعم نقدم، ولكنا نصنع تذكار موته. وهذه الذبيحة التي نقدمها كل يوم هي واحدة لا أكثر لأنه قُدّم مرة واحدة. لأننا دائمًا نقدم حملًا واحدًا بعينه، ولا نقدم الآن خروفًا وغدًا خروفًا آخر، بل الحمل نفسه دائمًا. فالذبيحة إذن هي واحدة. أو هل المسحاء كثيرون، لأن الذبيحة تُقدَّم في محلات كثيرة؟ حاشا، لأن المسيح واحد في كل مكان وهو هنا بكليته جسد واحد. وكما أنه يُقدّم في أماكن متعددة ولا يزال جسدًا واحدًا لا أجسادًا كثيرة هكذا الذبيحة هي أيضًا واحدة} (من عظات للقديس يوحنا ذهبي الفم على العبرانيين مقالة 17)
 
 
ثالثا: هل جميعنا نتفق في الإيمان بالروح القدس أنه منبثق من الأب فقط كما أعلن السيد المسيح بقوله "رُوحُ الْحَقِّ، الَّذِي مِنْ عِنْدِ الآبِ يَنْبَثِقُ" (يو 15: 26) وأكد ذلك القول قانون الإيمان النيقاوي القسطنطينى في الجزء الخاص بلاهوت الروح القدس المضاف في مجمع القسطنطينية المسكوني الذي عقد سنة 381 م. ردًا على مقدونيوس الذي أنكر لاهوت الروح.
 
أم أن هناك من أضاف والإبن بعد 11 قرنا من الزمان؟! ولم يبالي بقوانين المجامع التي تحرم كل من يضيف الي قانون الإيمان!.
 
حيث أنه ثابت في الكنيسة بالمجمع المسكوني الأول بنقية والثاني بالقسطنطينية، وحَكَمَ مجمع أفسس المسكوني الثالث في قانونه السابع على كل من يؤلف أو يزيد في قانون الإيمان النيقاوي بالحرم "أنه لا يُسمح لأحد أن يقدم أو يؤلف أمانة أخرى غير الأمانة المُحدَّدة من الآباء القديسين الملتئمين بمدينة نيقيا بالروح القدس. وأما الذين يتجاسرون أن يؤلفوا أمانة أخرى فإن كانوا إكليريكيين فليقطعوا وإن كانوا عاميين فليحرموا" (المطالب النظرية في المواضيع الإلهية – الأنبا ايسوذورس – أول اسقف لدير البرموس ص333)
 
 

رابعا: هل الجميع يؤمن الإيمان الأرثوذكسي أن السيده العذراء كل حين القديسة مريم ، وارثة لخطية آدم مثل سائر البشر، وتحتاج لخلاص المسيح حسب قولها "تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ، وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي" (إنجيل لوقا 1: 46، 47)
 
وهل الكل يؤمن بأنها والدة الإله؟ لأنها ولدت الله الكلمة المتجسد؟
 
 
للأسف البعض أعتبرها غير وارثه للخطية الجدية ولا الفساد بل وإعتبروها شريكة في الخلاص !!! متجاهلين قول الكتاب بالوحي المقدس "وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ»." (أع 4: 12).
 
 
والبعض الأخر إعتبرها (والدة المسيح) وليس والدة الإله (الثيؤطوكوس) بل ويقولون إنها بعد ميلاد السيد المسيح عاشت مع يوسف النجار كزوجة وأنجبت منه أولادًا تسموا (إخوة يسوع) أو (إخوة الرب)
 
فبخصوص لقب (والدة الإله) نسألهم هل عند بشاره الملاك للسيده العذراء ولحظة الحبل المعجزي كان أقنوم الإبن متحد بالناسوت أم لا؟
 
فإذا أجابوا بلا فمعني هذا أنهم يتبعون الفكر النسطوري ولهذا يلقبونها بنفس اللقب الذي أقره نسطور المحروم (والده يسوع)
 
أما إذا أجابوا بنعم ؛ فينبغي عليهم الإعتراف بلقب والدة الإله (الثيؤطوكوس) والذي وضعه القديس كيرلس عمود الدين في ردة علي بدعه نسطور.
 
 
أما بخصوص أنها عاشت مع يوسف النجار كزوجة وأنجبت أولادا بعد السيد المسيح ؛ فنقول رأي الكتاب المقدس بالوحي الإلهي "فَقَالَ لِيَ الرَّبُّ: «هذَا الْبَابُ يَكُونُ مُغْلَقًا، لاَ يُفْتَحُ وَلاَ يَدْخُلُ مِنْهُ إِنْسَانٌ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَ إِسْرَائِيلَ دَخَلَ مِنْهُ فَيَكُونُ مُغْلَقًا." (حز 44: 2)
 
وبحسب تفسير القمص / أنطونيوس فكري: (فنحن الآن في حديث عن هيكل المسيح جسده، أي الكنيسة. وبداية تكوين الجسد هو تجسد المسيح نفسه حين " دخل إلى العالم" . وقد إتفق الآباء أن هذا الباب الشرقي الذي دخل منه المسيح هو العذراء مريم، فهو وُلِد منها وبقيت بتولًا. وهذا معنى يكون مغلقًا لا يفتح ولا يدخل منه إنسان.)
 
وبحسب الموسوعة الكنسية لتفسير العهد القديم - كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة: (أعلن الله لحزقيال أن هذا الباب الشرقى سيظل مغلقًا ولن يفتح أبدًا لأى إنسان؛ لأن الله دخل منه. وهو هنا يتكلم عن العذراء مريم التي حبلت وولدت المسيح، وظلت بكرًا وعذراء ولم يقترب منها أي إنسان للتزوج بها.)
 
 
أخيرا: ما عرضناه من إختلافات هو جزء ضئيل جدا من كم خلافات جوهريه كتابية وعقائدية تؤكد أننا لانتفق علي نفس الإيمان ولا ننهج نفس الطريق الذي دعانا له رب المجد يسوع المسيح.
 
 
ولا ننسي أن تلك المقوله المبتدعة "كلنا واحد في المسيح" قد دفعت كثيرين للإيمان بخلاص الأشرار وخلاص الشيطان ومباركة المثليين وقبول كهنوت المرأة والدعوه للاطائفيه وبعدها اللادينية.......................وإلخ من البدع والهرطقات المعاصرة.
 
فالخلاصة أنه "ليس كلنا واحد في المسيح" ؛ فالعالم بأكملة قد عرف وسمع عن السيد المسيح له المجد , ويعلم الجميع أن التاريخ بدأ بمولدة , ومع ذلك لم يؤمن به الجميع , والذين أمنو به إختلفوا في إيمانهم عنه.
 
 
"كُلُّ مَنْ تَعَدَّى وَلَمْ يَثْبُتْ فِي تَعْلِيمِ الْمَسِيحِ فَلَيْسَ لَهُ اللهُ. وَمَنْ يَثْبُتْ فِي تَعْلِيمِ الْمَسِيحِ فَهذَا لَهُ الآبُ وَالابْنُ جَمِيعًا." (2 يو 1: 9)


Copy Rights © 2022 INT. apologetics.metri.co.uk. All Right Reserved
العودة إلى المحتوى